قال عبد المنعم عبد العظيم، مدير مركز دراسات تراث الصعيد، إن ما يميز العيد فى الأقصر هو خروج السيدات من القرى فجر يوم العيد إلى نهر النيل وتعبئتهم "الجرة" أو إناء ليقومن بالاستحمام في مياهه هن وأولادهن كنوع من العادات والتقاليد الموروثة من العصور الفرعونية، فهن يعتقدن أنهن بذلك يحمين أنفسهن وأولادهن من الأمراض.
وأضاف "عبد العظيم" أن السيدات يتوجهن بعد ذلك إلى زيارة القبور ويوزعن جميع المخبوزات التى كان يحبها الميت مثل الكعك والمِنين، وفى المنزل يتواجد النساء للتعديد على الميت حيث فن "العدودة"، أى البكاء على الميت ورثاؤه، ووصف طعم الحياة بدونه، وإنك لتجد ذلك الفن التلقائى الشعبى تتداوله ألسنة نساء الأقصر فى المآتم، يتناقلنه ويتوارثنه عن آمهاتهن ويورثنه لبناتهن جيلا تلو الاخر.
ويقول الأديب طارق العوضي إن سبب تسمية "العدودة" هو أن من تقوم بالتعديد تعدد صفات ومناقب ومآثر المتوفى سواء ذكرا كان أم أنثى من أجل أن تثير أمواج الحزن بداخل كل من عرفه لأنه حتما سيفتقد كل هذه الصفات الحميدة بوفاة الميت.
وسعى "صدى البلد" لجمع بعض "العدودات" التى تنشدها سيدات الحزن فى بيوت فقراء الصعيد ليودعن موتاهن بالجلال الذى يستحقونه، فوجدنا من "العدودات" أنواعا كثيرة حسب نوع الميت ذكر أو أنثى ، وحسب عمره، والطريقة التى مات بها.. إلخ.
تقول عدودة الفتاة التى ماتت على وش جواز مخاطبة قبرها: "جايلك عروسة محنية الكفوف والكعب، خدت معاها الحنة وسابت وجع القلب".
أما عدودة الأم التى تموت تاركة خلفها أولادها الصغار فتقول: "غراب البين عالنخيل يبكي، عاللي تفوت عيالها وتمشي، غراب البين عالنخيل ينوح، عاللي تفوت عيالها وتروح"،وتقول أيضا: "من يوم فراقك والشاي في دارنا بطلناه، وشايك مع الحفار شيعناه".
وتقول عدودة الشاب الصغير الذى وافاه الأجل المحتوم " ياعود طري واتلوي، ميل ومال علي الارض، امبارح كان في وسطنا، والليلة تحت الارض " وأما من مات زوجها فتقول "جلي جوزي لما يقعد جاري.. لما يلاقيني ويسلم علي سلام يرضيني، وبعد السلام " يقعد يخاليني (تقصد يخلو بها).
وتقول الزوجة التى مات زوجها وكانت تراه ذا قدر عند قومه "كنت فين يا وعد يا مقدر، دي خزانة وبابها مصدر، يارجاله عدوا عمايمكم، عمه كبيره غايبه عنكم "و "طلعت الجبل على ذمة القاهم.. لقيت التراب والحصى سواهم.. كل الناس قربها مسنودة على الحيط.. إلا قربتى مكسورة ومرمية تحت الحيط.. لما دخل الدكتور ببدلته البنى.. كشف عليك الملاية وقال يامري".