قال الله تعالى فى كتابه العزيز:«أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ»، سورة العنكبوت: آية 2.
قال الإمام محمد متولي الشعراوي فى تفسيره للآية: أنها نزلت فى أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فكتب إليهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من المدينة لايقبل منكم إقرار ولا إسلام حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فآذوهم فنزلت فيهم هذه الآية وكتبوا إليهم أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا.
وأضاف إمام الدعاة فى شرح الآية الكريمة: أن الإيمان ليس قولاً فحسب لأن القول قد يكون صادقاً أو كاذباً فلا بد بعد القول من الإختبار وتمحيص الإيمان فإن صبر على الابتلاءات والمحن فهو صادق الإيمان، مشيراً إلى أن الله سبحانه يريد أن يمحص الإنسان ويبتليه لأنه يريده لمهمة عظيمة لايصلح لها إلا قوى الإيمان.
وتابع: «أن الإبتلاءات لاتذم لذاتها إنما لنتائجها المترتبة عليها فما جُعلت إلا لمعرفة النتائج»، لافتاً أن معنى قوله تعالى: «يُفْتَنُونَ»، أى يختبرون مأخوذة من فتنة الذهب حين نصهره فى النار لنخرج ما فيه من خبث.