يرجع السبب فى نجاح كثير من محاولات تهريب الآثار إلي الخارج الى عدم القدرة على تحديد الأثر الأصلي من المقلد خاصة في المنافذ والجمارك,إما بسبب الأثري الذي لا يمتلك الخبرة لحداثة عهده بالعمل,أو رجل الجمارك الذي ليس لديه أي خبرة بالعمل الأثري.
يقول الأثري محسن علي إن تحديد الأثر الحقيقي من المقلّد، يكون من نوع وتكوين مادة القطعة الأثرية,فالحجر مهما كان نوع مكوناته من جرانيت أو ألابستر أو مكونات جيرية وغيرها، تعرف حقيقته من خلال وزنه,فكلما قل الوزن كان الحجر حقيقياً وقديماً، وإلى جانب الوزن هناك طريقة نحت «التمثال» والتناسق الفني البعيد عن العيوب.
وتابع: كما يمكن تفريق الأثر الأصلي عن المقلد من طريقة كتابة النصوص و«الخراطيش» الملكية على التمثال، ودقة الحروف وطريقة رسمها وحفرها،والطبقات المكونة للحجر المصنوع منه القطعة الأثرية، فالطبقة الأولى للحجر ماثلة للطبقة التالية ومتماسكة معها.
وفيما يتعلق بالآثار المعدنية,يقول إنها تختلف تبعاً لنوع المعدن,فإذا أزيلت الطبقة الأولى وكانت الطبقة التالية باللون نفسه فهي قطعة قديمة وأثرية,وإذا كانت غير ذلك فهي حديثة ومقلدة، إضافة إلى أن نوع المعدن نفسه يحدد الفارق من خلال مواصفاته وخصائصه.
فالنحاس يتغير لونه بصورة تختلف عن الذهب أو الفضة أو الحديد,كما يمكن التفرقة بين الأصلي والمقلد من طريقة صناعة المعدن واللحام ومادة اللحام المستخدمة وطريقة نحت المعدن ونوع الزخرفة والكتابة وطريقة الحفر.
أما النسيج فيُعرف من نوعه وتاريخ ظهوره، فكان الكتان في القديم ثم الصوف فالحرير,ويُعرف من أسلوب زخرفته وألوانه والرسوم المصاحبة لكل عصر، وكذلك في السجاد، الذي انتشر تهريبه، فيُعرف من الزخرفة والألوان ومكوناتها والعُقد.
ويُعرف الخزف من خلال مادته وطريقة صناعته التي تختلف باختلاف العصور,ففي العصر الفرعوني والمصري القديم كان الفخار ثم الفخار المحروق المطلي، وفي العصور الإسلامية ظهر الخزف الجيري والفيومي والخزف ذو البريق المعدني.
ويستطيع الخبير الأثري معرفة حقيقة الخزف من طريقة صناعته ونوعه وطبقاته وزخرفته، وتناسب الزخرفة مع العصر الناتج منه والألوان المستخدمة فيه،وتوقيع الفنان إن وُجد.