تعرف على كواليس حفلات شم النسيم "زمان".. وصراع العندليب وفريد الأطرش
صراع العندليب وفريد الأطرش على حفلة شم النسيم
-حفلات الربيع كانت مقصورة على فريد الاطرش
- غياب الاطرش جعل العندليب يتربع على العرش 25 عاما
-عبد الناصر يتدخل بإقامة حفلتين منفصلتين عام 1970
كانت ولا تزال حفلات شم النسيم مفجرة لطاقات وابداعات معظم المطربين.. فقد كانت معملا لتخريج المواهب وظهورها على الساحة الفنية ومن هذا جاءت اهمية هذه الحفلات وبالتالي اشتدت المنافسات والخناقات على الاشتراك فيها.
ومن اجل هذا الصراع حدثت مشادات بين قطبي الغناء في الوطن العربي بين العندليب الاسمر وفريد الاطرش.. فقد كانت هذه الحفلات مرتبطة في الاساس بالمطرب السوري فريد الاطرش طوال 25 عاما.. كان يبدع ويشدو ويتجلي في ليلة شم النسيم حتى صباح اليوم التالي.
وفي منتصف الستينيات عام 1966 قرر الاطرش الاستقرار في بيروت تاركا ورائه هذه التركة الثرية بالمستمعين والجمهور الجاهز لتلقي اغاني الحب والشجن من مطربه المفضل، واشار المخلصون على عبد الحليم باستغلال هذه الفرصة والغناء في هذه المناسبة فالجمهور مستعد لتلقي احلى الأغاني واشجى الكلمات.
وبالفعل غنى العندليب وامتع الجمهور لعدة مواسم وفجاة حضر الاطرش في اغسطس عام 1970 ليحتل مكانه ويتربع ثانيا على عرش الاغنية فوجد الجو مشحونا ولم يعد هناك املا في عودته مرة اخرى.. لجأ الاطرش الي احد المسئولين برياسة الجمهورية وهو "صلاح الشاهد " والتي كانت تجمعه به صداقة قوية ويقص الشاهد الامر علي الزعيم عبد الناصر ويتدخل لحله مقترحا ان يذيع التليفزيون والبرنامج العام حفلة فريد وان يسجل التليفزيون حفلة العندليب وتذيعها صوت العرب ثم تذاع الحفلتين في التليفزيون صباح اليوم التالي.. اقتنع كليهما بهذا الحل.
وبالفعل قرر المذيع اللامع جلال معوض ان يحل المشكلة وذلك بان يقام حفلتان كل حفلة في دار سينما منفصلة.. وبها مطربين منفصلين على ان يغني الاطرش اولا في سينما قصر النيل ومعه سعاد محمد.. ومحمد رشدي، ثم يشدو حليم باغانيه في سينما ريفولي ومعه نجاة الصغيرة وعايدة الشاعر بعد انتهاء الاطرش من وصلته.
وبالفعل غنى الاطرش اغنيته الاشهر ( الربيع ) والتي صفق له الجمهور ما يقرب من 10 دقائق متواصلة ليتربع من جديد على عرش حفلات عيد الربيع وعلى الجانب الاخر تألق ايضا العندليب بأغنيته الشهيرة (زي الهوا ) ويتفاعل معه الجمهور وتسهر معه الى صباح اليوم التالي يوم (شم النسيم ) ويحقق قطبي الغناء اهدافهما وينتصر الفن الراقي المحترم ويعود كلاهما الي جمهوره ومحبيه.
وبعد انتهاء الحفلتين يدعو الاطرش جمع كبير من كبار النجوم والملحنين وعلية القوم علي مادبة افطار في (الروف ) بأعلى عمارته بحي الزمالك تضم جميع اكلات شم النسيم المصرية الشهيرة ويصر العندليب علي الخضور ويطلب من الاطرش الغناء على العود .. ويغنى الاطرش (جميل.. جمال) ويرد عليه العندليب (يا فريد.. يا فريد ) ويعقب فريد (يا حليم ..يا حليم) ويتعانق قطبي الغناء امام جميع الحضور ويعلن في هذا اليوم مولد صداقة وعلاقة ودية بينهما.