الرئيس لليبراليين:
حريص على تحقيق أحلامكم.. لكن الظروف الراهنة لا تسمح
أمن دول الخليج لا غنى عنه لأمن مصر
الغرب استخدم القوة العسكرية دون مراعاة العواقب في ليبيا والعراق
مهمتي إنقاذ مصر.. وخطأ مبارك أنه مكث في السلطة لفترة طويلة أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، خلال حوار استغرق قرابة الساعتين، أن هناك سوء فهم للإسلام الحقيقي، فالدين يحميه روحه وليس البشر فالبشر يأخذون روح الدين ويحرفونها يمينا وشمالا.
وفي رد على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعني أن جماعة الإخوان عبارة عن مجموعة من المسلمين السيئيين، أجاب " إنها الأيديولوجية والأفكار فالدين الإسلامي يمنح الحرية المطلقة للجميع أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا، ولا يأمر بقتل الآخرين لأنهم لا يؤمنون بالإسلام ، ولا يأمر المسلمين بإملاء "معتقداتهم" على العالم كله فالإسلام لا يقول إن المسلمين فقط سيذهبون للجنة والآخرين سيذهبون إلى النار".
وأضاف "نحن لسنا آلهة على الأرض ، وليس من حقنا التصرف باسم الله".
وحول رؤيته للتغيرات على الساحة الأمريكية والعلاقات المصرية- الأمريكية، أكد أن الولايات المتحدة والمجتمع الأمريكي قبل أحداث 11 سبتمبر يعيش في سلام وأمن فقد كانت القواعد العسكرية مفتوحة. فلم يكن هناك أي فرق بين الحياة المدنية والحياة على قاعدة عسكرية. ولكن بحلول عام 2005، أصبح هناك تشددا ".
وفسر الصحفي الأمريكي هذا التصريح بأنه يؤكد أن الرئيس السيسي ليس لديه نية لتغيير السياسة الخارجية المصرية تجاه أمريكا، على الرغم من صفقات السلاح وتطور العلاقات المصرية- الروسية.
وأكد السيسي أن مصر لن "تعادي" أمريكا. مضيفاً:" لن نتصرف بحماقة" وذلك في إطار رده على وقف تسليم طائرات F-16 لمصر ، والتي تنتظر الآن قرار الرئيس باراك أوباما بشأن الإفراج عنها.
وأضاف "لا يمكن أبدا أن تقتصر علاقاتنا مع الولايات المتحدة على قضية الأسلحة. فنحن حريصون على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة فوق كل شيء آخر. ولن ندير ظهورنا لكم، حتى إذا أدرتم ظهوركم لنا ".
وتابع السيسي رسالتي لليبراليين ، إنني حريص على تحقيق كل آمالكم ، لكن الوضع في مصر يطغى على كل شيء. وشدد على أن المراسلين الصحفيين في مصر يعملون بكل حرية.
وأضاف السيسي : "في السنوات الأربع الماضية تضاعف الدين الداخلي إلى 300 مليار دولار. لايمكن فصل ذلك عن ردي على السؤال المتعلق الليبراليين وخيبة أملهم . نحن لا نملك ترف القتال والخلاف وإضاعة وقتنا في مناقشة قضايا من هذا القبيل. فنحن بلد يحتاج الأمن والنظام للحفاظ على وجوده".
كما شدد السيسي على أن أمن دول الخليج أمر لا غنى عنه لأمن مصر" واتهم الرئيس الغرب باستخدام القوة العسكرية دون مراعاة العواقب. وضرب مثالا على ذلك بأن ما يحدث في ليبيا حاليا هو نتيجة لتدخل قوات حلف شمال الأطلنطي للقضاء على نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وهذا هو نفسه ما حدث عندما غزت أمريكا العراق. فكانت النتيجة فوضى وتطرف وإرهاب".
وتابع السيسي بأن الولايات المتحدة لديها قوة، ومع القوة تأتي المسئولية لذلك لديها مسؤوليات تجاه العالم كله. ليس من المعقول أو المقبول أنه في ظل قوتها أن تتخلى أمريكا عن مسئولياتها تجاه الشرق الأوسط الذي يمر بوقت صعب وحرج، وهذا يترتب عليه المزيد من المشاركة من جانب أمريكا ".
واعتبر السيسي أن مهمته الشخصية هي إنقاذ مصر، حتى وهو يصر على انه ليس لديه نية ليصبح رئيسا مدى الحياة ، حيث أكد أن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس السابق حسني مبارك، أنه "مكث في السلطة لفترة طويلة".