قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

سلمان الفارسي.. صحابي جليل وصاحب فكرة حفر الخندق

×

سلمان الفارسي.. الصحابي الجليل الذي قال عنه الرسول "سلمان منا أهل البيت".. هو سلمان الخير الذي ضحى بماله ووقع في الأسر وأصبح عبداً مملوكاً وظل يبحث عن الدين الحق حتى هداه الله إلى الإسلام.
هو سلمان الفارسي ، يكنى أبا عبد الله، من أصبهان، سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه لرجل من اليهود، ثم إنه كوتب فأعانه النبي في كتابته.أسلم سلمان الفارسي مقدم النبي المدينة، ومنعه الرّقّ من شهود بدر وأحد، وأول غزوة غزاها مع النبي الخندق، وشهد ما بعدها، وولاّه عمر المدائن.
كان سلمان مجوسياً يعبد النار ولكنه لم يكن مقتنعاً بدين أبيه وكان يؤمن بأن للكون إلهاً عظيماً ينبغي أن تكون الصلاة والعبادة له وحده.
هرب سلمان مع إحدى القوافل المتوجهة إلى الشام بعد ما أنهت عملها ووصل سلمان إلى الشام ليعتنق المسيحية وسأل من أفضل أهل هذا الدين؟ فقيل له هذا الأسقف الذي في الكنيسة فأسرع إليه وطلب منه أن يعلمه أمور هذا الدين وعاش سلمان في الكنيسة مع الأسقف وكان قد عاش لفترة طويلى مع احد الأسقف فى منزلة وقبل وفاته أخبره أنه سوف يأتى فى بلاد العرب نبى منتظر وأنه عليه ان يتبعه إذا ظهر وهو على قيد الحياة.
وفى أحد الايام بينما كان في الطريق خرج عليه نفر كانوا في تجارة لهم فطلب إليهم أن يحملوه معهم إلى بلاد العرب ويعطيهم ما معه من بقرات وغنيماته ولكنهم حين وصلوا إلى وادي القرى باعوه إلى رجل من اليهود فأصبح سلمان عبداً مملوكاً لهذا التاجر اليهودي.
لقد تألم سلمان لكونه أصبح عبداً مملوكاً لهذا التاجر اليهودي ولكنه حين نظر حوله ووجد النخيل تفاءل واستبشر خيراً بأن تكون هذه البلدة هي التي سيهاجر إليها النبي المنتظر، ثم باع التاجر اليهودي سلمان إلى قريب له يعيش في يثرب وهكذا دخل سلمان المدينة المنورة عبداً مملوكاً لهذا التاجر اليهودي الجديد وهو من بني قريظة ويعيش في المدينة, ولم يخفف عن سلمان وقع الرق والعبودية إلا وجوده في هذه المدينة التي كان يعلم أنها مدينة النبي المنتظر كما وصفها له الأسقف النصراني.
حدَّثَ سلمان نفسه لا بد وأنه الرسول المنتظر ومن علاماته التي يعرفها سلمان جيداً أنه لا يأكل الصدقة فلينظر ماذا سيفعل. وقال سلمان لرسول الله: ((لقد بلغني أنك رجل صالح وأنك ومن معك غرباء هنا ومعي طعام كنت قد خرجت به للصدقة ورأيت أن أعطيه لكم لأنكم عابري سبيل)) فقال رسول الله لأصحابه:((كلوا منه)) وأمسك يده فلم يتناول منه شيئاً، فقال سلمان لنفسه: ((هذه أولى العلامات التي حدثني عنها القس الطيب)).
ودخل الرسول إلى المدينة "التي كانت تسمى يثرب" فأسرع إليه سلمان بهدية وقدمها إليه وهو يقول له: ((إنها هدية لك لأني رأيتك لا تأكل من الصدقات)) فأكل منها رسول الله وأكل أصحابه معه، فقال سلمان لنفسه:((هذه العلامة الثانية والله)).
وقام رسول الله ليصلي على جنازة فتحول سلمان إلى ظهره ليرى خاتم النبوة فألقى رسول الله رداءه عن ظهره فنظر سلمان فرأى الخاتم، فأخذ يقَبِّل رسول الله ويبكي فأمسك به رسول الله، وسأله عن قصته فقص عليه سلمان حكايته كاملة.
لم يشترك سلمان فى غزوتى بدر وأحد بسبب رقه ولكنه حرر بعد ذلك وشارك فى الخندق وكانت له الفكرة المعروفة فكرة حفر الخندق فى هذة الغزوة.. وأثناء حفر الخندق كان سلمان يعمل مع المهاجرين والأنصار في حفره فقالت الأنصار: ((إن سلمان منا نحن الأنصار)) وقال المهاجرين: ((بل سلمان منا نحن المهاجرين)) فقال رسول الله: ((سلمان منا أهل البيت)).
ومن أقواله المأثورة ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني، مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل ليس بمغفول عنه وضاحك ملء فيه "فمه" وهو لا يدري أساخط عليه رب العالمين أم هو جل شأنه راضٍ عنه، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني، فراق محمد وحزبه وهول المطلع والوقوف بين يدي ربي عز وجل ولا أدري إلى الجنة أم إلى النار أصير.
قيل انه كان في كبره شيخا مهيبا، يضفر الخوص ويجدله، ويصنع منه أوعية ومكاتل كثيرة، ولقد كان عطاؤه وفيرا بين أربعة آلاف وستة آلاف في العام، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما، ويقول أشتري خوصا بدرهم، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهما على عيالي، وأتصدق بالثالث، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت.
كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا، ائتمن زوجته عليه، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها هلمي خبيك الذي استخبأتك فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته انضحيه حولي، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب فلما فعلت قال لها اجفئي علي الباب وانزلي ففعلت ما أمر، وبعد حين عادت فإذا روحه قد فارقت جسده، وكان ذلك في عهد عثمان بن عفان، وقد تولى دفنه والصلاة عليه وتجهيزه علي بن أبي طالب وقد حضر عنده قادما من المدينة إلى المدائن في العراق. مقامه يقعان في مدينة المدائن على بعد 2 كيلو متر من نطاق كسرى وقد سمي المقام باسم "سلمان باك" اي "سلمان الطاهر"، وهو قريب من مشارف بغداد العراق، وقبره عليه قبة ومسجد وصحن كبير، وبجانبه قبر قيل أنه للصحابي حذيفة بن اليمان.