"صدى البلد" يرصد وهم أجهزة الري والعلاج بالماء الممعنط..أسعارها تتجاوز 25 ألف جنيه..وخبراء المياه يكشفون زيفها

"صدى البلد" يرصد وهم أجهزة الري والعلاج بالماء الممغنط:
شركة تعلن عن منتجاتها من الأجهزة لإنتاج الماء الممغنط لري المحاصيل
أجهزة مغناطيسية يدعي تجارها معالجة ملوحة المياه وتوفير الأسمدة
تاجر: أسعارها تصل لـ 25 ألف جنيه ومتوفرة بكافة الدول العربية
إدعاء بالقدرة على علاج المعدة والأورام وضعط الدم والجلطات والجلدية
أبحاث ودراسات مجهولة عن تاريخ وفوائد الماء الممغنط
مغاوري شحاته: استغلال لمشاكل المياة ونقصها ومازال محل تجربة
- مجدي أبوريان: متاجرة بأزمة المياه ولا يغير خواص مياه الري
"إذا كنت تعاني من مشاكل ملوحة المياه والتربة وضعف الإنتاجية وعدم جودة الثمار وتريد الحفاظ على شبكة الرى وعدم انسداد النقاطات، عليك بالتعرف على أفضل تكنولوجيا معالجة مياه الزراعة وهي الماء الممغنط، حتى تحصل على زراعة بكفاءة عالية في كل أنواع الخضراوات والفواكه فى درجات ملوحة مياه متوسطة وعالية" ...هكذا أعلنت إحدى الشركات عن منتجاتها من الاجهزة التى تنتج مياه ممغنطة.
وأعلنت إحدى الشركات أنها تقدم تكنولوجيا جديدة في الزراعة وأخذت في الانتشار في كل أنحاء العالم لإنتاج الخضروات والفواكه والغلال الزراعيه المتنوعة دون استخدام أية مواد كيمياوية سواء كانت أسمدة او مبيدات، من خلال التقنية المغناطيسية لمعالجة مشاكل نقص مياه الري
ودرجة ملوحتها وعوامل التربة واللتي كانت مسبقا تؤثر بشكل ملحوظ علي الإنبات والمحصول النهائي.
وأرجعت الشركة تلك التقنية إلى اكتشاف العلماء الروس أنظمة مغناطيسية خاصة يمكِّنها إصلاح هذا الخطأ، فكل قطرة من الماء المعالج مغناطيسياً يعيد تنظيم نفسه على ما كان عليه من قبل وتعمل على إعادة احيائه وتغذيته واستعادة الكثير من الخواص المفقودة، إذ أن عملية الممغنطة تعيد جزيئات الماء بشكل صحيح، فإن التجارب الفعلية التى أجريت في كل من الإمارات، والسودان، ومصر، وإندونسيا بعد الكثير من دول العالم فقد بشرت بنتائج مهمة في استخدام الماء الممغنط في عمليات ري المحاصيل الزراعية، ومغنطة البذور بالنسبة لكثير من النباتات قبل البدء في زراعتها، حيث إن مغنطة البذور يساعدعلى تنشيط الطاقة الكامنة فيها.
وتابعت :"الماء الممغنط لدية خاصية تكسير وتفتيت ذرات الأملاح لمياة الآبار شديدة الملوحة ليساعد بشكل واضح على غسيل التربة من الأملاح، ومساعدة النباتات على إمتصاص الماء والمعادن بسهولة حتى في الأراضى العالية الملوحة، وتسريع عمليات نضج المحاصيل الزراعية، وزيادة قدرة المحاصيل الزراعية على مقاومة الأمراض، والحصول على محاصيل زراعية جيدة من حيث الكم والنوع، وتوفير الماء المستخدم في الري، والتقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية".
وقال القائم علي بيع الإجهزة إن تلك الأجهزة لمعالجة المياه للزراعة وتربية الحيوانات والطيور، ومصنوعة من الاستانلس ستيل الذي يربط مع خط المياه ويمكن دفنه فى باطن الأرض، فيصبح مؤمنا ضد السرقة والمناخ متوفر (أجهزة 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 – 8 بوصه) لمعالجة المياه العادية والمتوسطة الملوحة والعالية.
وأضاف: "الجهاز يمكنه إزاله ملوحة المياه والتربة حتى 8000 جزء فى المليون ويحسن من خواص المياه، وزراعة الكثير من انواع الخضر والفاكهه والاشجار حتى الزراعات التى لا يمكن زراعتها الا فى المياه العذبه والتى لها حساسيه من ملوحة المياه، وبالتالى كل هذا سوف يكون مردوده على زياده الانتاجيه وتحسن فى المحصول والثمار بشكل ملحوظ مع توفير فى الاسمده المستخدمه بخلاف المميزات التى ستحصل عليها من تطبيقك تكنولوجيا معالجة المياه مغناطيسيا منها الحفاظ على شبكة الرى من الانسداد او التأكلها بسبب تراكم الاملاح وتكلسها داخل المواسير.
وعند الاتصال هاتفيا ً بصاحب الشركة أكد أن اسعارها تبدأ من 8 ألاف جنيها وتصل إلى 25 ألف جنيها، وإنها متوفرة بكافة الدول العربية، وهناك العديد من المزراعين في مصر قد إستخدموا الاجهزة وأثبت إنتاجية عالية للمحاصيل وتحسن في جودتها"
وفسر سر الأجهزة بأنها تقوم علي تمرير الماء خال مجال مغناطيسي طبيعي وفق حسابات معينة والذي يؤدي الي تغيير وتحسين في الخواص الفيزيائية التي تتمثل في التوصيل الكھربي والذوبانيةو التوتر السطحيو والتفاعل الكيميائي والتبخر وغيرها من الخواص.
واستشهد على حديثه بمقولات العالم الروسي "يوري تكاشنكو" وهو ابرز علماء المغناطيس في العالم وهي ان "مغنطة مياه الري تعمل علي تحسين خواص الماء وترتيب شحناتھا مما يجعلھا اكثر طاقة وحيوية ونشاطا واكثر جريانا بالإضافة الي الخواص الفيزيائية والكيميائية المفيدة جدا لانسان والحيوان والنبات، وأن الماء المعالج مغناطيسياً يقوم بغسل التربة من الأملاح بفاعلية تزيد ثلاثة أضعاف فاعلية الماء الغير معالج مغناطيسيا ، وفي نفس الوقت يعمل على تركيز الأوكسجين في تلك المياه بزيادة عن 10% عن المستوى المعتاد، و أنه بعد الغسل المغناطيسي للتربة، فإن محتوى العناصر المغذية في التربة تزيد بصفة ملحوضة لأمكانية مرور جزيئات المياه المعالجه مغناطيسيا بين صفائح دقائق معادن الطين وخاصة المثبتة لأيونات البوتاسيوم والفسفور"
ولا تتوقف الادعاءات على ذلك فيدعي أيضا تجار تلك الاجهزة بإن الماء الممغنط يساعد على تقليل الحموضة وعسرة الهضم والصفراء، ويساعد على تنظيم حركة الامعاء الطاردة لكل المواد السامة كما يوصف الماء الممغنط للاشخاص الذين يعانون من وجود الحصى في الادرا، وكذلك خفض ضغط الدم ومعالجته للاضطرابات العصبية، وازالة الشحوم او المواد الدهنية المتجمعة في جدران الشرايين، و يستخدم علاجاً خارجياً للاورام والام العين وبقع الاكزما.
استخدام المغناطيس قديما فى العلاج
وحتى يتمكن القائمون على تلك المواقع من بيع الاجهزة اوردوا بعض المعلومات التى تفيد قدم إستخدام المغناطيس في العلاج((Magnet-Therapy الى ازمان سحيقة ضاربة في القدم، فقد استعمله الفراعنة ، والصنيون، والهنود القدماء، وكانوا يستخدمونه للحيلولة دون تقدم السن، و للمحافظة على مظاهر الحيوية و الشباب، وعلاج الصداع، وتسريع عملية اندمال الجروح، وأنه قد اندثرت مع الزمن الكثير من الطرق العلاجية المغناطيسية القديمة الى أن اعادتها بعض مراكز الأبحاث الحديثة منذ منتصف القرن العشرين احياء هذه العلوم الطبية المهمة، و نفضت عنها غبار الزمن والإهمال.
واستعرضوا فوائد الماء الممغنط وهي كما ذكروا :" يساعد في تحسين حركة الدم و توصيله الى أنسجة الجسم و خلاياه، ورفع قدرات الجهاز المناعي، وتذويب الأوكسجين بدرجة أعلى من الماء المحلى، وشربه بمعدل لترين يوميا يساعد في تخليص أجسامنا من السموم الموجودة وخصوصا في البلدان الحارة، كذلك تفتيت حصى الكلى وخروجها من الجسم ويشفي من الأمراض الجلدية المزمنة عن طريق الشرب
والاستحمام به ويستخدم فى الوقاية من الإصابة بالذبحات الصدرية والجلطات الدماغية وتصلب الشرايين والمشاكل المتعلقة بضغط الدم.
متاجرة بأزمة المياة ولا يغير خواصها
وحول مدى صحة تلك الاداعاءات يؤكد دكتور مغاوري شحاته، خبير المياة والري، أن ما يطلق عليه الري بالماء الممغنط هو تصور بإن الماء الممغنط ذا كفاءة عالية وبدأت تلك الابحاث والدراسات في روسيا.
وأفاد:" أن تلك التقنية غير متواجده في مصر ولا صحة لما يطلق عليه الاجهزة التى تنتج ماء ممغنط، ومازالت تلك الامور محل تجرية، والبعض إستغل مشكلة نقص المياة للإدعاء بوجود أجهزة لتحلية المياة بأجهزة تتنج مياة ممغنطة.
ويؤكد دكتور مجدي أبو ريان، رئيس مركز بحوث المياة بجامعة المنصورة، أن الماء الممغنط يعني تعريض الماء لدرجة مغناطيسية عالية وأغلب الابحاث أعلنت عن إستخدامها في مجال العلاج من الامراض، ولكن لا يمكن إستخدامه في الري لأنه يغير خواص ومركبات مياه الري.
وأفاد :"إن هذا المجال لم يخضع للدراسة أو البحث في مصر، ولهذا البعض استغل هذا المجال للمتاجرة به مستغلا ً أزمة المياة التى تواجه المناطق الصحراوية، وتحسين المياة يكون عن طريق طرق الري الحديثة كالري بالتنقيط والرش وليس بتغيير تركيبته".