بالصور.. استثمار جبال قنا الذهبية يغير الخريطة الاقتصادية لمصر

-استشاري علوم جيولوجية: المثلث الذهبى " سلة " للمعادن المصرية

"كنوز مدفونة تبحث عن مستثمرين جادين " جملة رددها الكثير من المتخصصين فى الجيولوجيا والثروات المعدنية ، عن جبال قنا المليئة بالثروات المعدنية ، بعد دراسات و أبحاث جادة استمرت لسنوات ، لكنها لم تجد حتى الآن تنفيذ عملي على أرض الواقع ، رغم تصريحات الحكومات المتعاقبة ، باستغلال هذه الثروات وإعادة تخطيط هذه المنطقة للاستفادة من كافة الثروات الطبيعية التى تحتويها .
وتمتد منطقة المثلث الذهبى من ساحل البحر الأحمر شرقاً حتى نهر النيل غرباً وتنتشر بها العديد من المعادن والصخور الصلبة والرسوبية التى تستخدم فى البناء والزينة .
وكشفت دراسة بحثية أعدها الدكتور مصطفى محمود استشاري العلوم الجيولوجية ، أن المثلث الذهبى يهدف إلى الاستفادة من هذه المنطقة المترامية الأطراف والتى تضم العديد من المعادن النادرة والتى يمكن أن تقوم عليها مجمعات صناعية كاملة ، لما تمثله من أهمية كبيرة فى سوق الثروات المعدنية ، لافتاً إلى أن هذه المنطقة تعد " سلة " للمعادن المصرية.
وأشار الدكتور مصطفى عضو فريق المثلث القومى للتعدين بقنا، إلى أن منطقة المثلث الذهبى يمتد جزء منها ما بين طريق قنا- سفاجا بطول 160 كيلو متر وجزء آخر ما بين مدينتى قفط والقصير بطول 167 كيلو متر ، كما يمكن توسيع قاعدة المثلث ليكون رأسه عند مدينة الزعفرانه شمالاً وقاعدته عند حلايب وأسوان للاستفادة بأكبر قدر ممكن من المعادن التى تزخر بها صحراء مصر.
وأوضح استشاري العلوم الجيولوجية ، بأن منطقة المثلث الذهبى تضم بداخلها أفضل الخامات المعدنية بالعالم، حيث يحتوى على أكثر من 30 نوع من المعادن والخامات منها " الفوسفات الذى يبلغ الاحتياطي منه أكثر من مليار ونصف طن ، الحديد ، الذهب " وتضم المنطقة أكثر من 100 موقع لخام الفضة و باحتياطات جيدة ، كما تضم المنطقة معادن " المنجنيز والكروم و التنجستين والمولبين والنيكل والتيتانيوم والناناديوم والنحاس والرصاص والقصدير والنيوبيوم والتنتالم والفلسبار والكوارتز والرمال البيضاء والتلك والكبريت والبوتاسيوم والكورندم والباريت والأسترنشيوم والفلوسبار والطينة الدياتومية، ذلك بالإضافة إلى مواد البناء من الرمال والعادية والزلط والحجر الجيري والطفلة والجبس وخامات صناعة الأسمنت، وكذلك أحجار الزينة من رخام بأنواعه و الأحجار شبه الكريمة ".
وأضاف، استشاري العلوم الجيولوجية ،بأن المعادن والمشروعات المقترح إقامتها لاستغلال هذه الخامات موضحه تفصيلياً على خرائط معده لهذا المشروع الذى من الممكن أن يغير من الخريطة الاقتصادية لمصر ، لأن مصر تعد الدولة الثالثة محجرياً والرابعة فى أحجار الزينة على مستوى العالم ، لكن لابد من تصنيع هذه المعادن على مراحل بدلاً من تصديرها كمواد خام .
و أشار استشاري العلوم الجيولوجية ، إلى أن منطقة المثلث الذهبى المحصورة بين محافظتى قنا والبحر الأحمر من الممكن أن يتم إقامة عاصمة صناعية جديدة عليها من خلال إنشاء مركز تعديني صناعى تجارى وسياحى، يخدم مصر وأفريقيا و يتم من خلاله أيضاً تعظيم دور الثروات التعدينية فى هذه المناطق وتفعليها لخدمة دور أكبر فى دعم الاقتصاد القومى وتصنيع الخامات بدلاً من تصديرها كمواد خام وهو ما يساهم فى خلق الملايين من فرص العمل.
كما أن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ، قد أعلن وقت توليه مسئولية محافظة قنا ، خلال مؤتمر علمى بأن محافظة قنا بها أكبر منجم فوسفات فى مصر ويقع جنوب القصير ويحتوى على 1564 مليار متر مكعب فوسفات ، و أشار وقتها إلى أن المحافظة لن تبيعه كمادة خام ولكن سوف يتم استخدامه من خلال عمل صناعات تكميلية عليه و هناك مستثمرين مستعدين للبدء فى هذا المشروع .
جدير بالذكر ، أن محافظة قنا تقع بين دائرتي عرض 15- 26 شمالاً و8-26 جنوباً، وخطى طول 50-32 شرقاً و42-32 غرباً، وتحدها شمالاً محافظة سوهاج وجنوباً محافظة الأقصر ، وشرقاً محافظة البحر الأحمر وغرباً محافظة الوادى الجديد بجبالهما المليئة بالثروات والمعادن النادرة ، وتبلغ المساحة الكلية لمحافظة قنا 10798 كيلومتر مربع .