أحمد فتحي: المدرب الوطني الأنسب لـ"الفراعنة".. وجيل مصري جديد سيظهر على الساحة قريبا

أحمد فتحي:
المنتخب المصري عانده التوفيق في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية
المنتخب يخضع لإحلال وتجديد.. وكان مكونا من لاعبين صغار يفتقدون الخبرة
أدعو جميع الزملاء إلى وضع اسم مصر في الاعتبار عند أي استحقاق قادم
السمعة الكروية المصرية تأثرت بعد الغياب المتكرر عن المنافسات القارية تتحسر الجماهير المصرية على غياب منتخب "الفراعنة" عن النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في غينيا الاستوائية وتستمر حتى الثامن من فبراير 2015، خاصة أن هذا الغياب يستمر منذ عام 2010 حين أحرز المنتخب المصري اللقب السابع في تاريخه، والثالث على التوالي بعد بطولتي "مصر 2006" و"غانا 2008"، وهو رقم قياسي لم يسبق لأي منتخب أفريقي أن حققه من قبل.
ويتزعم المنتخب المصري، رغم غيابه للمرة الثالثة على التوالي آخرها النسخة 30 في غينيا الاستوائية، مجموعة من الأرقام القياسية أبرزها تربعه على الصدارة في عدد المشاركات التي بلغت 22 مرة، فضلا عن أرقام قياسية أخرى كأكثر منتخب حقق انتصارات (51 فوزا) وأعلى معدل تهديفي بـ154 هدفا.
وكان المنتخب المصري أخفق في التأهل بعدما حل ثالثا في المجموعة السابعة المؤهلة خلف المنتخب التونسي الذي تصدر المجموعة وتلاه منتخب السنغال، حيث تلقى "الفراعنة" خسارة أخيرة أمام "نسور قرطاج" أفقدتهم الأمل باحتلال مركز "أفضل ثالث" الذي كان من نصيب منتخب الكونغو الديموقراطية.
كل هذه الأسباب تجعل من الغياب المصري عن البطولة العريقة محط اهتمام الشارع الكروي ليس في مصر فحسب بل في القارة السمراء، خاصة أن هذا الابتعاد عن الحدث الأفريقي الكبير أدى إلى مزيد من التراجع الفني عن المدارس الكروية الكبرى في القارة.
ومما لا شك فيه أن ثمة عوامل مطلوب توافرها كي تعود الكرة المصرية إلى عافيتها في ضوء ما عانته في الآونة الاخيرة من عدم انتظام في البطولات الرسمية وابتعاد الجماهير عن الملاعب منذ مجزرة بور سعيد في فبراير 2012 باعتبار الجماهير حلقة مهمة من حلقات منظومة النجاح في اللعبة الشعبية الأولى.
ويخالف أحمد فتحي، نجم المنتخب المصري، الرأي القائل بأن الأحداث التي مرت بها مصر في الآونة الأخيرة أثرت على كرة القدم، مستشهدا بما حققه النادي الأهلي عندما أحرز لقب دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين عامي 2012 و2013، فضلا عن كأس الاتحاد الأفريقي أواخر العام الماضي.
وأكد فتحي، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن "المنتخب المصري عانده التوفيق تحديدا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية الأخيرة"، مشيرا إلى أن "المنتخب يخضع حاليا لعملية إحلال وتجديد، وهو بمعظمه كان مكونا من لاعبين صغار في السن يفتقدون إلى خبرة الاحتكاك الدولي".
وأعرب فتحي، الذي شارك في صناعة انتصارات المنتخب المصري التاريخية كلاعب في ثلاث بطولات متتالية (2006، 2008، 2010) من أصل 4 مشاركات شخصية له، عن حزنه، خاصة أن المنتخب المصري كانت له بصمته المميزة في العرس الأفريقي الذي خسر غياب "الفراعنة"، على حد تعبيره.
ويبدو فتحي، الذي يحترف حاليا في نادي أم صلال القطري، متفائلا حيال مستقبل المنتخب المصري، مشيرا إلى وجود جيل مميز سيظهر على الساحة قريبا ويثبت جدارته، خاصة أن الكرة المصرية ولادة والشعب بطبيعته محب للكرة.
وفي إطار تناوله للمدربين الذين توالوا على تدريب المنتخب، اعتبر فتحي أن المدرب حسن شحاتة لعب دورا محوريا في تحقيق الإنجازات في أفريقيا، مشيدا في الوقت نفسه بالعمل الذي قام به المدرب السابق شوقي غريب، ومعتبرا أن سوء الحظ ساهم إلى حد كبير في عدم إظهار المنتخب في الصورة التي يتمناها الجميع.
ويرى فتحي أن المدرب الوطني هو الأنسب للمنتخب المصري في الفترة المقبلة، معللا كلامه بالإنجازات التي ارتبطت بالمدربين الوطنيين الذين مروا تاريخيا على تدريب "الفراعنة"، فضلا عن فهم المدرب الوطني لطبيعة وعقلية اللاعب المصري.
ويرى فتحي (31 عاما) أن بقاءه في المنتخب مرهون بأدائه ومردوده، وشأنه في ذلك شأن جميع اللاعبين، مؤكدا أنه جاهز دائما لتمثيل المنتخب حال تم استدعاؤه من قبل الجهاز الفني.
ودعا فتحي جميع زملائه إلى وضع اسم مصر في الاعتبار عند أي استحقاق قادم، خاصة أن السمعة الكروية المصرية تأثرت على مستوى المنتخبات بعد الغياب المتكرر عن المنافسات القارية، لافتاإلى أن التقصير إن حدث سابقا كان جماعيا ولا يتحمله شخص بعينه، داعيا الجيل الحالي إلى التعويض في الاستحقاقات المقبلة.
وأشار اللاعب، الذي خاض تجربة احترافية قصيرة في إنجلترا مع ناديي شيفيلد يونايتد (2007) وهال سيتي (2009)، إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع تضافر الجهود لتحقيق حلم التأهل إلى مونديال روسيا 2018، خاصة أن الشعب المصري تواق لهذه المشاركة منذ مونديال 1990 عندما تأهلت مصر للمرة الثانية في تاريخها إلى نهائيات كأس العالم بعد المرة الأولى عام 1934.
ويشجع فتحي، الذي يتابع البطولة الأفريقية "فضائيا" للمرة الثالثة على التوالي، منتخب الجزائر، خاصة أن "الخضر" ظهروا بالشكل المطلوب في المباراة الأخيرة أمام السنغال وعوّضوا العرضين المخيبين أمام جنوب أفريقيا وغانا.
ويؤكد لاعب النادي الأهلي المصري سابقا أن تأهل المنتخبين الجزائري والتونسي إلى الدور ربع النهائي سيضاعف الاهتمام العربي في البطولة، لافتا إلى أن المنتخب الجزائري الحالي مهيأ لإحراز اللقب نظرا للتشكيلة المميزة من اللاعبين التي أثبتت نفسها في كأس العالم الأخيرة الصيف الماضي في البرازيل، معتبرا أن التشكيلة الجزائرية الحالية تبدو مثالية ومكتملة العناصر، خاصة أنها تضم محترفين على أعلى مستوى.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" حدد 8 يونيو المقبل موعدا لانطلاق تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017، والتي لم تتحدد بعد الدولة المنظمة لها.
وقرر الكاف تقسيم المنتخبات إلى 13 مجموعة تضم كل منها 4 منتخبات وتلعب فيما بينها "دوري" لتحديد المتصدر الذي يتأهل من المجموعات الـ13 بجانب أفضل فريقين يحتلان المركز الثاني وتضاف لها الدولة المنظمة ليكون عدد فرق النهائيات 16، فيما تنطلق التصفيات الأفريقية لكأس العالم 2018 في /أكتوبر 2015 في الدور التمهيدي الأول ثم يقام بعده دوران آخران يتأهل منهما 20 منتخبا تقسم إلى 5 مجموعات تضم كل مجموعة 4 منتخبات ويصعد المتصدر مباشرة إلى النهائيات.