زيارة السيسي لـ "الصين" تبعث الروح فى "طريق الحرير" لدعم العلاقات.. وخبير: بكين تقدر الدور المحوري لمصر فى المنطقة

الرئيس: حضارة الصين علمت الشعوب.. واقتصادها دراسة تحترم ومصر ستسفيد منها
خبير: مبادرة فتح طريق الحرير خطوة مهمة.. والصين تدرك أهمية موقع مصر استراتيجيا
يعتبر "طريق الحرير" من أقدم الطرق التي ربطت الحضارات المختلفة "المصرية القديمة، الصينية، الهندية، الرومانية"، ببعضها عن طرق التجارة، كان طرفها الصين، أكثر من 30 قرناً " 3000 عام" قبل الميلاد، والمكتشفة منذ بداية من جنوب آسيا عن طريق رابطة تسمي تشآن، مدينة أنطاكية بتركيا بالإضافة ليمتد آثارها لليابان وكوريا.
وساهم طريق الحرير قد ربط المراكز التجارية في شمال الصين لينقسم إلى فرعين شمالي وجنوبي، حيث يمر الفرع الشمالي من منطقة بلغار-كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان ووصولاً بالبندقية، أما الفرع الجنوبي فيمرّ من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين وكردستان والأناضول وسوريا عبر تدمر وأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.
وبسبب شهرة دولة الصين في صناعة الحرير وتطريزه ثم الترويج له علي مستوي الدول المجاورة، ووصل الأمر لمبادلته بالأحجار الكريمة، ليتسبب في ذلك في انتشار الطريق عبر إفريقيا وآسيا وأوربا ليصبح بعد ذلك طريقاً محوريا في التجارة لأكثر من 1500 عام.
ولم يقتصر ذلك الطريق علي نقل البضائع وتنشيط حركة التجارة فحسب، لكنه ساعد أيضاً علي انتقال الديانات لآسيا والعالم سواء البوذية والمسيحية والإسلام، بجانب ثقافات وحضارات الشعوب بما في ذلك الحضارات الرومانية واليونانية والفارسية والعربية، بالإضافة لمساهمة ذلك الطريق في توسيع رقعة الفتوحات الاسلامية لبلدان آسيا.
كما انتقلت الثروات عبر البحر الأحمر وامتلاك الصين مخزون الذهب في القرن العاشر الميلادي، ومع اكتشاف طريق رأس رجاء الصالح أزدهرت البرتغال وإسبانيا وترابطت آسيا وإفريقيا، إلي أن حفرت مصر قناة السويس لتصبح مركزاً للتجارة العالمية للسفن العابرة إلي القناة.
وعلي هامش اطار الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأيام القليلة المقبلة ، للصين، فقد شدد الرئيس علي ضرورة إحياء طريق الحرير باعتباره مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا ، منوهًا إلى أن مصر تدعم مثل هذه المبادرات الإيجابية التى تستهدف تحقيق التعاون ومصالح الشعوب.
وأشار الرئيس إلي أن زيارته تستهدف تطوير وتكثيف التعاون القائم بين البلدين، كما ستشهد تركيزا على الشق الاقتصادى والاستثمارى، وإطلاع الجانب الصينى على مجالات الاستثمار المتاحة بمصر، وما توفره من فرص واعدة ومتميزة للاستثمارات.
وأكد الرئيس، أن مصر يمكنها أن تكون نقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة عبر المشروعات التى تشهدها قناة السويس سواء من خلال حفر القناة الجديدة أو تنمية منطقة المحور، فضلا عن مشروع تطوير الشبكة القومية للطرق بطول إجمالى يبلغ 3400 كيلومتر، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز فرص التجارة بين مصر والدول الآسيوية، وفى مقدمتها الصين.
وأوضح أن مصر تبذل جهوداً حثيثة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاستعادة مكانتها الرائدة على الساحة الدولية، حيث تتبع سياسة متوازنة ومنفتحة، تحقق المصالح المشتركة، كما تساهم بفاعلية فى عمليات حفظ السلام، وتؤمن بالحوار والوسائل السلمية لتسوية المنازعات، وهى أمور أكسبتها القدرة على أن تكون وسيطاً نزيهاً فى عدد من المنازعات الدولية، وبالتوازى مع ذلك تنفذ العديد من المشروعات التنموية التى سيكون لها آثارها الدولية الإيجابية مثل مشروع حفر قناة السويس الجديدة التى ستساهم فى تيسير حركة الملاحة والتجارة الدولية.
وأضاف الرئيس إن الأحداث التي حدثت بمصر لم تؤثر سلبا علي العلاقات المصرية الصينية، موضحاً أن الصين دولة عظينة ولها تجارب اقتصادية ناجحة وثرية تنال احترام الجميع والدولة المصرية تسعي للاستفادة منها خصوصاً بالنسبة لقطاعي الصناعة والطاقة.
وأشار الرئيس إلي أن مصر تمثل بوابة لنفاذ الصادرات الصينية إلى أفريقيا، وواعدة تناهز مائتى مليون نسمة، و تتطلع لتحقيق معدلات نمو اقتصادى تصل إلى 7% خلال سنوات قليلة، موضحاً هناك العديد من المشروعات التنموية التى تُعِّد لها وتنفذها مصر، بالإضافة إلى مشروع تنمية محور قناة السويس، بالعديد من القطاعات الاستثمارية، مثل الطاقة والغزل والنسيج والحديد والصلب والبنية الأساسية، ومدينة التجارة العالمية وغيرها. كما استعرض الرئيس الإجراءات التى تتخذها مصر للحد من الإجراءات والعقبات البيروقراطية التى تحول دون جذب الاستثمار، ومن بينها قانون الاستثمار الموحد.
وقال يسرى العزباوى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن طريق الحرير يعد بمثابة الحلم الصيني الجديد، موضحا إنه سيمر بباكستان، والهند، وإيران، ومصر أيضا، مشددا على إن مصر لابد إن تستثمر مروره والاستفادة منه.
وعلق العزباوى، علي مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي وإعادة فتح طريق الحرير مع الصين، بأنها خطوة مهمة، و تؤكد على اتجاه مصر إلى تعدد و تنوع علاقاتها مع الدول الأخرى، والانفتاح على دول جديدة، موضحاً أن الصين تعلم تماما الدور المحوري لمصر فى المنطقة، وتسعى بشكل أو بآخر أن تقيم علاقات ودية معها.
وأشار إلي أن الدولة المصرية ستستفيد من الصين فى معرفة كيفية توجيه الكثافة السكانية إلى وقود للاقتصاد.