قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أبو الأسود الدؤلي.. "ملك النحو" أول من وضع النقاط على الأحرف العربية وشكل آيات القرآن الكريم


أبو الأسود الدؤلى
من كبار التابعين والمخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام
تقلبه فى عدة مناصب بالبصرة
اختلاف الروايات فى سبب وضعه لعلم النحو
فصاحته وبلاغته فى الشعر
اعتزاله لفتنة التحكيم فى موقعة "صفين"
واضع علم النحو فى اللغة العربية وأول من شكل آيات القرآن الكريم وأول من وضع النقاط على الأحرف العربية أبو الأسود الدؤلى "ملك النحو" كما لقبه المؤرخون، هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلى الكنانى، من سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومن حاضرى الجواب.

مولده وإسلامه
ولد قبل بعثة النبى بثلاث سنوات، وقبل الهجرة بـ 16 عاماً، ولهذا يعتبر من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولكنه ليس من الصحابة حيث أنه لم ير رسول الله على الرغم من أنه أدركه، وقد أسلم قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان يعيش مع قومه بنى الدئل فى الحجاز وتهامة جنوب مكة من حلفاء قريش وكانوا ضمن عقد الحديبية وهم الذين عدوا على خزاعة وكان ذلك سبب فتح مكة من قبل رسول الله ، وآمن أبو الأسود بالرسول ولكنه لم يره فهو معدود فى طبقات التابعين.
ولم يدخل المدينة إلا بعد وفاة النبى ونهل فيها من العلم الشرعى حيث أخذ الحديث عن عدد من الصحابة منهم الخليفة عمر بن الخطاب، وصحب أمير المؤمنين على بن أبى طالب الذى ولاه إمارة البصرة فى خلافته، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج، هاجر أبو الأسود الدؤلى إلى البصرة فى خلافة عمر بن الخطاب وسكن فيها وله فيها مسجد باسمه، وقد حدثت له بالبصرة حوادث مع بنى قشير من هوازن منها أنه قال لهم: "ما فى العرب أحب إلى طول بقاء منكم، قالوا: ولم ذاك؟ قال: لأنكم اذا ركبتم امرا علمت انه غى فاجتنبه وإذا اجتنبتم امرا علمت أنه رشد فاتبعه".
وتقلد أبو الأسود الدؤلى عددا من المناصب بالبصرة فى خلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان وفى خلافة على بن أبى طالب، كان عبد الله بن عباس أمير البصرة وكان أبو الأسود الدؤلى كاتبا له، ثم ولاه قضاء البصرة ثم حينما رجع ابن عباس إلى الحجاز استخلف على إمرة البصرة أبا الأسود الدؤلى فأقره الخليفة على بن أبى طالب أميرا على البصرة.
واختلفت الروايات في سبب وضع أبي الأسود الدؤلي لهذا العلم على عدة أقوال هي:
أن عليا أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع شيء في النحو لمَّا سمع اللحن فأراه أبو الأسود ما وضع، فقال علي: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، فمن ثمَّ سُمِّي النحو نحوا، وقد سئل أبو الأسود عمَّن نهج له الطريق، فقال: تلقيته عن علي بن أبي طالب.

وقال عمر بن شبة: حدثنا حيان بن بشر، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم، قال: أول مَنْ وضع النحو أبو الأسود، جاء أبو الأسود إلى زياد فقال: أرى العرب قد خالطت العجم فتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يقيمون به كلامهم؟ قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد فقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال: ادع لي أبا الأسود، فدعي فقال: ضع للناس الذي نهيتك عنه.
وقال أبو عبيدة: أخذ أبو الأسود عن علي العربية فسمع قارئا يقرأ "أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ" فقال: ما ظننت أمر الناس قد صار إلى هذا، فقال لزياد الأمير: ابغني كاتبا لَقِنًا فأتى بمئة رجل فاختار منهم رجلا من قبيلة عبد القيس فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعلاه، وإذا رأيتني قد ضممت فمي، فانقط نقط بين يدي الحرف، وإن كسرت، فانقط نقطة تحت الحرف، فإذا أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين، فهذا نَقْطُ أبي الأسود.
وقال المبرد حدثنا المازني قال: السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أجْمَلُ السمَاءِ؟ فقال: نجُومُهَا، قالت: أنا لا أستفهِمُ يا أبتاه بل أتعجب، فقال: إذا أردتِ أن تتعجبي فافتحي فاكِ وقولي ما أجمَلَ السَمَاءَ! فأخبر بذلك عليّا -رضي الله عنه- فأعطاه أصولا بنى منها، وعمل بعده عليها.
يعقوب الحضرمي: حدثنا سعيد بن سلم الباهلي، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي الأسود قال: دخلت على عليّ، فرأيته مطرقا، فقلت: فيم تتفكر يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعت ببلدكم لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا، فأتيته بعد أيام، فألقى إليَّ صحيفة فيها الكلام كله اسم، وفعل، وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، ثم قال لي: زده وتتبعه، فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه.
وكان أبو الأسود مشهورا بالفصاحة وقد قال عن نفسه: إنى لأجد للحن غمزا كغمز اللحم، وقد أجمع المؤرخون واللغويون على أن أبا الأسود الدؤلى أول من وضع علم النحو، فقال محمد بن سلام الجمحي: أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يَعْمَر، وقال أبُو عَلِى القَالِيُّ: حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد، قال: أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود على أنه أول من وضع علم النحو.
وذكـر الذين ترجموا لأبى الأسود أنه كان من الشعراء المجيدين وله قصائد عديدة جمعت له فى عدد من المؤلفات منها ديوان أبى الأسود الدؤلى لأبى سعيد الحسن السكرى تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين وديوان أبى الأسود الدؤلى لعبد الكريم الدجيلي.
وروى أن على بن أبى طالب أراده ليكون المفاوض عنه فى حادثة التحكيم بعد وقعة صفين فأبى الناس عليه، وروى أن أبا الأسود الدؤلى دخل على معاوية بالنخيلة فقال له معاوية: أكنت ذكرت للحكومة قال: نعم قال: فما كنت صانعا، قال: كنت أجمع ألفا من المهاجرين وأبنائهم وألفا من الأنصار وأبنائهم ثم أقول يا معشر من حضر أرجل من المهاجرين أحق أم رجل من الطلقاء، فضحك معاوية ثم قال: إذن والله ما اختلف عليك اثنان.
وفاته
أصيب أبو الأسود الدؤلى بمرض الفالج فى آخر حياته مما سبب له العرج وتوفى عام 69 هـ /688م فى خلافة عبد الملك بن مروان وله من العمر 85 سنة.
يذكر أن اليوم هو اليوم العالمى للغة العربية ويُحتفل به باللغة العربية في 18 من ديسمبر من كل سنة، وتَقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.