فى ذكرى إرسال لجنة "ملنر" إلى مصر لاحتواء ثورة 19.. مهمة البريطانيين فشلت بعد الرفض الشعبى لتدخلهم فى الشأن المصرى

- فكرة إرسال لجنة إلى مصر ظهرت مع شعور بريطانيا بعدم رضا الشعب المصرى عن سياساتها
- دور "لجنة ملنر" تقديم تقرير عن الحالة الحاضرة في مصر بهدف نشر السلام وحماية المصالح الأجنبية
- اللجنة فشلت فى عملها بعد تجاهلها دور الزعيم سعد زغلول وغضب الشعب المصرى عليها
يوافق اليوم السابع من ديسمبر وصول لجنة "ملنر" المشكلة من قبل الحكومة البريطانية، للوقوف على أسباب ثورة 1919 فى مصر.
وجاءت فكرة إرسال اللجنة إلى مصر لشعور الحكومة البريطانية إثر اندلاع ثورة 1919 بنقمة المصريين على سياستها، التي انتهت باندلاع الثورة وفكرت في معالجة الموقف بإيفاد اللجنة، والتى تشكلت من ثمانى أعضاء، إلى مصر للتحقيق في الأمر وبحث الوسائل الكفيلة بالتهدئة.
وقد نص قرار تفويض اللجنة على دورها فى تقديم تقرير عن الحالة الحاضرة في تلك البلاد، وعن شكل القانون النظامي الذي يعد تحت الحماية خير دستور لترقية أسباب السلام واليسر والرخاء فيها، ولتوسيع نطاق الحكم الذاتي فيها توسيعا دائم التقدم والترقي، ولحماية المصالح الأجنبية
وتم الاعلان عن ايفاد اللجنة في الخامس عشر من مايو 1919 برئاسة اللورد ملنر، وزير المستعمرات فى ذلك الوقت، وتفويضها للوقوف على أسباب الاضطرابات التي حدثت أخيرا في مصر وللتحقيق في أسباب الثورة ومحاولة الوصول إلى حد لا يتعارض مع مصالحها وتقديم مقترحات لتهدئة الأمور.
ووصلت اللجنة إلى مصر في السابع من ديسمبر 1919، وظلت تروج لفكرة الحكم الذاتى لمصر، غير أن الشعب ثار ضد اللجنة وقاطعها لتجاوزها زعيم الثورة (سعد زغلول)، ونظمت اللجنة المركزية لحزب الوفد بالقاهرة حركة مقاطعة للجنة واستقال محمد سعيد باشا، رئيس الوزراء، وحاول البعض ضرب الوحدة الوطنية بتشكيل وزارة برئاسة يوسف وهبة باشا، فاجتمع كبار الأقباط بالكنيسة المرقسية وأعلنوا أن قبول يوسف وهبة تشكيل الوزارة خروج على إجماع الأمة.
واجتمعت كلمة لجنة الوفد على انتخاب مرقس حنا وكيلا للوفد ورئيسا للجنة المركزية، ورغم هذه المقاطعة التامة للجنة قامت اتصالات بينها وبين بعض الساسة وكانت كلما فتحت جسورا للحوار مع أي طرف ووجهت بعبارة "اسأل سعد" فأسقط في يد اللجنة ولم تجد مفرا من التفاوض مع سعد زغلول، لتنتهى مهمتها فى مصر بالفشل لتدخلها فى الشأن الداخلى لمصر.