قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

امبراطورية الظلام


من قلب القاهرة, وحينما يشتد غبار الظلم ليعمي الأعين وتتناثر حمى الفساد والتطرف، تظهر من خلف السحاب ملامح دولة عريقة، تقف صامدة فى وجه الرياح وتسبح وحدها بخوف وحذر فى طريق مظلم أملا فى نقطة ضوء وشعاع أمل.
لأكثر من خمسة و ثلاثين عاما وهى تقاوم ظلام الجهل وخفافيش الفساد.. بأمال الغد وأحلام البسطاء وأناشيد العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، حينما تكالبت قوى الغرب وأطماع الاستعمار على تاريخها ومواردها وتناسى العملاء والخونة والأعداء حضارتها وعراقتها، لم يدركوا أن هناك من يصارع قوى الظلام بشعاع النور، بقيت وحيدة وسط زوابع الخارجين من كهوف التخلف ومستنقعات الفساد .
تلك الدولة العريقة تعيش اليوم بصمت يسبق العاصفة.. لتلقي عن كاهلها عصور الفساد وامراض الجهل وأعراضة.. لتمظي قدمآ بخطوات ثابتة وتطلعات مشروعة لاستعادة مكانتها وريادتها للمنطقة في مواجهة.. أباطرة الفساد وعبدة الجاه والسلطان.. أصحاب المال والسطوة والنفوذ الذين اتحدوا وتحالفوا مع خفافيش الظلام الهاربة من كهوف الجهل والتطرف وعقود الاضمحلال الفكري وعقول التفكير الرجعي.. ليكونوا نتيجة ابرام هذا العقد الشيطاني امبراطورية من الظلام ومرتع للفساد.
لقد آن الأوان.. لكي نفترس ونفتك بهذا التحالف قبل أن يمزقوا أوصال الوطن ويجهضوا أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا لمصر القادمة.
سيدي الرئيس: ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه السطور الكاشفة للواقع المرير الذي نعيشه وتردّدت أكثر أمام تلاحق الأحداث المتشبعة بالسواد وأمام الأحداث المأساوية التي تنهال يوميًا وكل حين على باقي أيامنا الموزعة بين شقوق الخراب وممرات بشاعة الصور والانتهاكات التي تنهش الكرامة وتفترس الجفون وتدمر الأجساد وأنا أتساءل:
هل أنجزنا ثورة أم أنها وهم وسراب؟
سيدي الرئيس: لقد تراكمت المظالم والتجاوزات في بلدي.. تراكم النفايات أمام حالة العجز والهوان التي أصابت تفاصيل حياتنا فجعلتنا لا ننتبه لأناس يقاتلون من أجل رفعة البلاد.. ينصرون المظلوم.. يتصدوا للإهمال ويطلقون الرصاص على كل الرداءات وعناوين القهر والاذلال.. أناس طيبون رغم بؤسهم.. بسطاء رغم الجوع والحرمان.
سيدي الرئيس: لست من المتملقين وأصحاب المصالح، ولست من المتاجرين بالأعلام، أنا مصرية من ابناء هذا الوطن.. لحقني من الظلم والقهر والترهيب مالا تتخيله الاذهان.. لأني اخترت الوقوف في زمن السقوط.. أنا مواطنة كثيرا ما وعدوني بالحرية والأمان.. مواطنة تجلدها الوعود ويصفعها الانتظار.. مواطنة تحلم بالعدل والكرامة.. مواطنة لا تطلب المستحيل.. فقط أطلب شيئا من الحرية.. شيء من العدالة.. شيء من الإنسانية .
سيدي الرئيس: هنا في وطني هموم ثقيلة ومظالم كثيرة وتجاوزات فظيعة حتى ان الضمير الإنساني يصرخ لا أصدق ما أرى.. لا أدري من أين أبدأ الكلام وكلّ القضايا متعبة ثقيلة؟
سيدي الرئيس: هنا في هذه الدولة التي دمّرها التجاهل والنسيان أشخاص تضخمت ثرواتهم سرطانيا وامسوا في ظرف وجيز من أصحاب الملايين والعقارات والأراضي الشاسعة والقصور الفاخرة والسيارات الفارهة الذين أثروا على حساب آلام البؤساء، وحتى أنّ عمل هؤلاء على طمس معالم جرائمهم فإنّ القاعدة القانونية تقول.
من أين لك هذا؟ لكن مازالوا كغيرهم من لصوص البلاد ينعمون بما نهبوه وغنموه سنوات الاستبداد والفساد.
سيدي الرئيس: أعلم أنك تحارب الفساد والاستبداد، ولكنه تطور وأصبح امبراطورية الظلام ومستنقع من الاستبداد والإرهاب .
سيدي الرئيس: سوف أحمل لك هموم وطني تحت عنوان هذا المقال (امبراطورية الظلام).