أشرف عبد الشافي: "البغاء الصحفي" مساهمتى بالثورة.. لست مشاغبا ولا أدعي البطولة.. وانتظروا الجزء الثاني من الكتاب
أشرف عبد الشافي : أنا كاتب كسول ومسالم "ومش وش قضايا ومحاكم"
أشرف عبد الشافي: أنا لا أدعى البطولة، وكتابى هو مساهمتى فى الثورة
أشرف عبد الشافي: هناك صحفى تفرغ للحديث عن خفة دم جمال مبارك يتصدر المشهد الآن
أشرف عبد الشافي: انتظروا حكايات باقى المنافقين فى الجزء الثانى
لم يكن مهموما بالسياسة، ولم يكن مشاغبا ولا ساخرا، ولكن فجأة أوصدت الأبواب أمام كتاباته، لمجرد أن اسم رئيس تحرير الجريدة التى يعمل بها موجود ضمن مقال له بعنوان "البغاء الصحفى فى مصر".
لم يقبل أشرف عبد الشافى أن تملى عليه شروط فى التعبير عن رأيه، فكر جديا أن مقاله سيلقى نفس المصير فى أى جريدة خاصة، اعتاد أصحابها أن ينافقوا السلطة، لجأ إلى "فيس بوك" ونشر مقاله، لتنطلق ثورة مقالات عبد الشافى تباعا حتى جمعها بين دفتى كتاب يحمل نفس الاسم، وصادر عن دار ميريت، التى كان صاحبها أيضا من المغضوب عليهم طوال أيام الثورة وبعدها.
أفكار عبد الشافى التقت مع روح محمد هاشم الرافضة دوما لسلطة القمع، ولكنهما فى النهاية خرجا بـ"البغاء الصحفى فى مصر".
عن الكتاب وفكرته، وأسباب اتجاه صاحبه لهذا النوع من الكتابة، بعيدا عن الأعمال الابداعية المعروف بها، وحول الهجوم الشرس الذى تعرض له، كان لـ"صدى البلد " هذا الحوار:
- بداية.. كيف جاءتك فكرة الكتاب؟ ومتى كان ذلك؟
فى مارس 2011، كانت الثورة قد مر عليها شهران تقريبا، تخيلت أن صحيفة "الأهرام" وهى المؤسسة التى اعمل بها سوف تستوعب ما يحدث، وتفاءلت خيرا وكتبت مقالة بعنوان "البغاء الصحفى فى مصر" ولكن يبدو أننى كنت واهما، فعندما ذهبت للسيد مدير التحرير، طلب منى ـ والطلب هنا يحتمل التأويل ـ أن أحذف اسم رئيس تحرير الأهرام فى هذا الوقت، من المقالة، وهو مارفضته بالطبع، احتراما لنفسى قبل كل شىء، وأدركت وقتها أن الأمر سيتكرر مع كل الصحف، لو سعيت لنشر مقالى فيها، ولم أجد غير "فيس بوك"، الذى أشعل الثورة، وقلت "رزقى على الله" ونشرته، وبعدها تناقلته المواقع والمدونات وانتشر بصورة لم أتوقعها، نصحنى أصدقائي وشجعونى على كتابة باقى المقالات والتى عملت عليها لمدة عام كامل، متفرغا فقط لإنجازها، حتى يخرج الكتاب للنور.
- ولكنك ذكرت نماذج قليلة من هؤلاء الذين ينطبق عليهم وصف البغاء الصحفى.. ألا ترى أن هناك كثيرين يستحقون نفس الوصف؟
مازحا: كتييييييييير، وانتظر الجزء الثانى قريبا، ولكن حتى لا أدعى البطولة، أنا كائن كسول ومسالم "ومش وش قضايا ومحاكم" ولذلك كنت حريصا على ألا أهاجم أحدا أو "أشخصن" الموضوعات، كل ما ذكرته هو ما خطته أيدى هؤلاء.. كل ما كتبوه وثقته لهم وللتاريخ الذى لا ينسى ـ حتى إن نسى هؤلاء ـ ما سطرته أقلامهم، لقد اخترت نماذج من الأقلام التى عبرت الأزمة بأمان، رئيس تحرير ظل يغازل جمال مبارك طوال الوقت ويسانده وينصحه ويؤكد له أنه الرجل القادم وعليه أن يتخلص فقط من شلته "اللى حواليه"، وآخر حمل على عاتقه إبراز خفة دم جمال مبارك وإنجازات جمعية جيل المستقبل، ونجاح وروعة أداء لجنة السياسات التى كان مسئولا عن تغطية أخبارها فى جريدته، وثالث كتب فى جريدته القومية يوم التنحى، تخيل يوم التنحى، كتب الرجل "وترجل الفارس"، وهناك رئيس تحرير جريدة قومية احترمت موقفه، رغم أنه حول جريدته لمناحة، ولكنه احترم رأيه وظل على عهده مع مبارك دون نفاق، من وجهة نظره بالطبع، يبدو أنه لم يكن مصدقا أن هناك ثورة وأنها بالفعل خلعت مبارك وأعوانه الذين كان هو واحدا منهم.
- وهل أنت راض تماما عما قدمته فى كتابك؟
بصراحة شديدة "اللى عملته ده مريحنى قوى.. لأنى كنت هطق من جنابى لو سكت"، ولاحظ أننى لم اشتم أحدا ولم أتهمهم بالنصب أو السرقة، ولم أطعن فى شرف أحد ولم أسأل: من أين لكم هذا؛ كل ما فعلته ـ كما قلت لك من قبل ـ إننى استعدت للقارئ، ما سطرته أيديهم دون تعليق، وحاملا رسالة بسيطة لهؤلاء مضمونها.. لا داعى للانقلاب وعكس الموقف 360 درجة فى لحظة واحدة، ولا يعنى ذلك ادعاء بطولة، فانا لم افتح صدرى للرصاص مثلما فعل الشباب فى التحرير، والذين كانوا تحت وطاة الرصاص والقنابل، يصرون على تبادل الرسائل بالموبايل ليخبروا الدنيا كلها انهم تحملوا ذلك من اجل حريتنا وكرامتنا، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، قدموا دورهم وضحوا بأرواحهم كى نعيش ونتنفس الحرية التى ماتوا من أجل تحقيقها لنا، ولذلك اسمح لى أن اقبل أقدامهم لأنهم أصحاب الصف الأول بينما انا من "بتوع الصفوف الخلفية"، وما قدمته فى كتابى هو مساهماتى فى هذه الثورة، لا أمجد نفسى ولا أمدح كتابى، ولكنه فى النهاية ما استطعت تقديمه.
- ولكن صفة البغاء.. ألا ترى أنها كانت قاسية إلى حد ما؟ وانك أنت شخصيا تكره أن توصف بهذا اللفظ مهما بلغت درجة نفاقك؟
تخيل معى كلمة آخرى غيرها، قلت لنفسى الفساد الصحفى ووجدتها مكررة ولا تعطى المعنى الذى اقصده وغيرها وغيرها ولكن بصراحة "عملت زى العيال وشبطت فى الكلمة"، ومع ذلك اعتذر لكل من جرحه اللفظ او شعر بأنه اهانة، وعن موضوع تقبلى لهذا الوصف، أقول انك لو كتبت فى مقال او كتاب لك إن اشرف عبد الشافى كان عميلا ومأجورا ومنافقا، وما شئت من الصفات، سأطلب منك أن تبرهن للناس على ما تقول.. لذلك أنا ذكرت فى كتابى ما شاهدته بعينى بعد الثورة من تحولات مستفزة لرؤساء تحرير وكتاب معروفين كانوا يطبلون للنظام وتنقل حفلات صحفهم (الأسبوعية) على الهواء فى التليفزيون المصرى فى وقت كان فيه التليفزيون "عزبة" خاصة للسلطان والمقربين منه، وبعد ذلك يأتى هؤلاء ليقدموا أدوار البطولة بعد الثورة، فهذا غير مقبول نهائيا ولا يتحمله عاقل.
- وهل كنت حريصا ألا تقع تحت المساءلة القانونية بعد صدور الكتاب متضمنا أسماء صريحة دون تلميح؟
ولماذا التلميح، وكل الدنيا قرأت مقالات هؤلاء قبل وبعد الثورة، كل مافعلته أننى ذكرت القارئ بموضوعات خشيت أن ينساها وقدمت له وثائق وأدلة على ما قلت، لذلك لا أخشى المساءلة القانونية.
- وقبل أن اسأله لماذا، استطرد عبد الشافى قائلا: تخيل ، فى يوم 10 اغسطس 2011، أعلن المجلس العسكرى ـ وهذا منشور فى كل الصحف ـ أنه اختار 10 من كبار مثقفى وكتاب مصر لمناقشة أوضاع البلاد منهم نائب رئيس تحرير جريدة يومية خاصة، أصبح الآن وبعد الثورة مسئولا عن اعداد ورئاسة تحرير عشرة برامج تليفزيونية، على الأقل والثانى رئيس تحرير جريدة أسبوعية (كانت تدعى انها معارضة)، ويقدم برنامج تتهافت عليه المكالمات من كل صوب وحدب تستنجد بالمناضل الكبير، لذلك اكتشفت فجأة أننى تجرأت على أسيادى بطريقة توجب الاعتذار وربما الاستتابة، والله اعلم.