السد العالى أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين
الشعب المصرى تحدى قرار الولايات المتحدة بإنشاء السد العالى
الحكومة المصرية لجأت لتأميم قناة السويس لإنشاء السد
قصة بناء السد العالي ترجع إلى اندلاع ثورة 23 يوليو 1952
السد العالي يعمل بكفاءة متناهية ولا صحة للشائعات
السد لم يتأثر مطلقاً بانقطاع الكهرباء لأنه منتج لها
مشروع السد العالي أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين حيث احتفلت محافظة أسوان في عيدها القومي بمرور 43 عاماً علي الانتهاء من أعمال الإنشاء به والذي يوافق يوم 15 يناير من كل عام .
وتعد ذكرى الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، ذكري للصمود الذي أعلنه الشعب المصري بتحدي قرار الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تمويل بناء السد العالي، والاعتماد على الموارد الذاتية في بنائه.
ومن هذا المنطلق أصبح مشروع السد العالي معجزة هندسية من معجزات القرن العشرين لأنه يعتبر واحد من أكبر السدود في العالم أنشئ لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تغرق البلاد.
ويبلغ طول السد 3600 متر، وأقصى ارتفاع له فوق قاع النهر 111 متراً ، أما عرضه يصل إلى 40 متراً عند القمة.
وترجع فكرة بناء السد العالي في المناطق العليا من النيل لخلق بحيرة صناعية من الماء العذب، واتخذ قرار البدء في بنائه عام 1953 وشكلت لجنة لوضع تصميم للمشروع ، وفي ديسمبر 1954 تم وضع تصميم للسد العالي بإشراف المهندس المصري موسى عرفة والدكتور حسن زكي بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة.
وواجهت مصر في ذلك الوقت صعوبة في إيجاد الموارد التي تمكنها من المضي في تنفيذ ذلك المشروع العملاق مما دفعها للجوء إلى الدول الغربية لمساعدتها من الناحية المالية والفنية والتكنولوجية، والتي رفضت تقديم المساعدة لمصر، وظلت الحكومة المصرية تشعر بالقلق بسبب ما تعانيه من مشاكل اقتصادية.
وقد رفضت الحكومة المصرية الشروط التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالرغم من حاجتها إلى التمويل لاستكمال المشروع لأنها كانت شروطاً تمثل خطورة على مصر مما أدى إلى سحب الحكومة الأمريكية القرض الذي كانت ستقدمه لبناء السد العالي بحوالى 56 مليون دولار، والحكومة البريطانية القرض الذي كانت ستقدمه بـ 15 مليون دولار، كما رفض البنك الدولي منح الحكومة المصرية القرض الذي تم الاتفاق عليه بقيمة 200 مليون دولار، وجاء قرار سحب تمويل السد العالي بداية العداء بين مصر ودول الغرب.
لجأت الحكومة المصرية لتأميم قناة السويس لتستعيد استثماراتها من دول الخارج وتوفر الموارد اللازمة لبناء السد العالي ولذلك قررت الحكومة البدء في بناء السد العالي، وتم توقيع اتفاقية في السابع والعشرين من ديسمبر 1958 في القاهرة يقضي بها أن يمد الاتحاد السوفيتي مصر بالمساعدات المالية والاقتصادية لتنفيذ المرحلة الأولى من السد وقبل انتهائها تم الاتفاق مع السودان للانتفاع بفائض النيل ، وجاء ذلك قبل البدء في المشروع.
وأصبح نصيب مصر من المياه بعد بناء السد العالي 55.5 مليار متر مكعب ونصيب السودان 18،5 مليار متر مكعب والباقي وقدره 10 مليارات متر مكعب تعد الكمية المعروفة للفقد نتيجة التبخر والرشح، كما نصت الاتفاقية على أن مصر تدفع 15 مليون جنيه للسودان تعويضاً عن الممتلكات التي تغمرها مياه التخزين داخل الأراضي السودانية وتتعهد الحكومة السودانية بتهجير أهالي منطقة وادي حلفا قبل نهاية يوليو 1963.
وبدأت الحكومة السوفيتية بعد ذلك الوفاء في وعودها، وكانت المعدات السوفيتية تتدفق على مدينة أسوان بكميات تتزايد مع الوقت منذ أكتوبر 1959.
وترجع قصة بناء السد العالي إلى اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، وبدأت فكرة إنشاء السد العالي عند أسوان بما يكفل لمصر تزويدها بتصرف ثابت يسمح بالتوسع الزراعي وحمايتها من الفيضانات العالية، وفي نفس الوقت مدّها بطاقة كهربائية تكون الركيزة الأساسية للتنمية الزراعية والصناعية، وبإجراء عدة أبحاث اختير السد لأنه من النوع الركامي، مزودًا بنواة صماء قاطعة للمياه، ويبعد عن مدينة أسوان نحو 20 كم جنوباً، وبلغ إجمالي تكاليف إنشاء السد العالي ومحطة الكهرباء في ذلك الوقت نحو 45 مليون جنيه مصري.
ويعد السد العالي من المشروعات الاقتصادية الكبيرة ذات العائد المادي المرتفع مقارنة بالمشروعات العالمية المماثلة له وصل عائده خلال عشر سنوات منذ بدء إنشائه إلى ما لا يقل عن عشرين ضعفاً مما أنفق عليه ، لأنه ساعد كثيراً في التحكم بتدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل.
ويستخدم السد العالي في توليد الكهرباء بمصر، ويبلغ طوله 3600 متر، وعرض القاعدة 980 متراً، وعرض القمة 40 متراً، والارتفاع 111 متراً، أما حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلاله تدفق مائي يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.
وبدأ بناء السد العالي في عام 1960 وقدرت تكلفته الإجمالية بمليار دولار ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي، وعمل في بناء السد 400 خبير سوفيتي وأكمل بناؤه في 1968، وثبت آخر 12 مولدا كهربائياً في 1970، ثم افتتح رسمياً في 15 يناير 1971 والذي أصبح فيما بعد العيد القومي لمحافظة أسوان.
كما أنه تم تصميم السد العالي وفقاً للدراسات والأبحاث ليكون من النوع الركامي ومزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه منسوب قاع السد 85 م منسوب قمة السد 196 م، وطول السد عند القمة 3830 م، وطول السد بالمجرى الرئيسي للنيل 520 م، وعرض قاعدة السد 980 م، وعرض السد عند القمة 40 مترا عمق ستارة الحقن الرأسية 170 م.
ومن جانبه أكد المهندس عبد اللاه عبد الله الهمشري مدير عام بالهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان علي أنه يكفي فخراً بأن السد العالي بني بأيد وإرادة مصرية خالصة .
وأوضح بأن السد العالي يعتبر صرحاً شامخاً حيث تتساوى قمته منسوب 196 فوق سطح الأرض مع هضبة المقطم في القاهرة ويعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لحماية مصر من غوائل الفيضانات المدمرة ، مشيراً إلي أن السد العالي حمي مصر أيضاً لمدة 9 سنوات خلال السنوات العجاف من عام 1979 حتي 1988 ، حينما تعرضت القارة الأفريقية للجفاف ومات بسببه العديد من أبناء الدول الأفريقية .
وأوضح بأن السعة التخزينية للسد العالي تعتبر هي الأكبر علي الإطلاق بدليل أن السعة التخزينية لأضخم سد في العالم والذي بني في الصين عام 2010 لا تتجاوز ثلث السعة التخزينية للسد العالي التي تقدر بحوالي 162 مليار متر مكعب والفارق بأن السد العالي هو سد ركامي من كتل الجرانيت وليس سداً خرسانياً من الأسمنت .
مؤكداً أن السد العالي يعمل بكفاءة متناهية ولا صحة للشائعات التي أطلقها البعض منذ ثلاث سنوات علي أنه توجد شروخ في السد العالي لأن السد عبارة عن جبل ركامي ضخم جداً يبلغ حجمه 17 مرة من الهرم الأكبر ، وسيبقي السد يعمل بكفاءة عالية كما بقيت أهرامات مصر منذ آلاف السنين .
فيما أكد المهندس عبد النبي عبد الغنى رئيس مجلس إدارة شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء علي أن محطة السد العالي لن تتأثر مطلقاً بانقطاع الكهرباء ، لأن السد العالى يعد منتجاً للكهرباء، ولا يتأثر بانقطاعها لأنه المغذى الرئيسى لمعظم المحطات والشبكات الكهربائية على مستوى الجمهورية .
وأشار عبد النبي إلى أن وحدات التشغيل بالسد العالي والبالغ عددها 12 وحدة تعمل بشكل مستمر ولم تتوقف حيث إنها تعمل بكامل طاقتها لتنتج نحو 2800 ميجا وات يومياً من محطات توليد الكهرباء .
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء أنه يتم التنسيق مع الري بفتح بوابات لتصريف المياه المحتجزة بين خزان أسوان والسد العالي ، وعاد الوضع إلى طبيعته.