كيف كلم الله سيدنا موسى عليه السلام؟

قال اللهُ سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }مريم51.
[ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً النساء]164.
[ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}القصص30.
فإن الله سُبحانه وتعالى قد كلم سيدنا موسى عليه السلام ، مراتٍ مُحدده وفي أُمورٍ هامه ، من أهمها اختياره لهُ ، وفي أوقات حددها الله " ميقات" ، وبأن كان الله يُرسل كلامه فقط وبمشيئته وقُدرته وهو القادرعلى كُل شيء ، فكان سيدنا موسى عليه السلام يسمع الكلام فقط ، وكان الكلام يأتي في المكان الذي يُحدده الله لهُ ، ويسمعه موسى من جميع الاتجاهات ، وكان يُعطيه الله إشارات لذلك وأمكنة يُحددها لهُ لسماع الكلام ، ويقول لهُ أنا الله ، ليتلقى من الله ما هو مطلوب منهُ عن طريق كلامه الذي أرسله لهُ من السموات العُلى ، أما ما ورد من إتيانه أو نزوله للأرض ، فتتم بمشيئته وعلى نفس الكيفيه التي كلم بها نبيه ورسوله موسى عليه السلام.
{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74
وكانت أول مره يُكلم فيها الله سُبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام ، بالواد المقدس طوى ، على الطور " طور سيناء "{وَالطُّورِ }الطور1 ، وبه أقسم الله سُبحانه وتعالى لمكانته وقداسته ، وهو المكان الوحيد على الأرض الذي كلم الله عليه بشراً ، أو بالمعنى الأصح ارسل كلامه لبشر ، وبقدرة الله ومشيئته .
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى }{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى } {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }طه 8-11
[يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }النمل9
وقد طلب موسى بأن يرى الله ، وأخبره الله بأنك يا موسى لا قُدرة لك على رؤيتي ، وليريه ذلك طلب منهُ أن ينظر للجبل ، والذي بمجرد تجلي الله له انهار الجبل وأصبح دكاً واحترق ، وخر هو صعقاً من هول ما رأى مما حدث للجبل.
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَاوَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143
وفي التوراه سفر التثنيه ما يؤكد طلب موسى لذلك ، وتأكيد الله لهُ بعدم قدرته على ذلك.
أما الذي كان مع سيدنا موسى عليه السلام ، ويوجهه لكي يقوم بتوجيه بني إسرائيل فهو أحد الملائكه ، أو كما يُسمونه في كتابهم " بملاك الرب " وبالتالي ربما هو الملاك المُخصص للوحي جبريل عليه السلام ، سواء ظهر في عُليقه ، أو كان يسير في عمود من سحاب أو عمود من نار ليُرشدهم ، أو ينزل أمام خيمة الاجتماع ، وهذا الذي لم يُميزه أو يفرق بينه كتبة " الكتاب المُقدس " فملاك الرب عندهم هو الله ، والله هو ملاك الرب.