الرضا بقضاء الله تعالى يرفع البلاء

قال تعالى:- "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" سورة الأنعام: آية 17: مكية.
يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة أنه تعالى هو مالك الضر والنفع، وأنه المتصرف فى خلقه بما يشاء لامعقب لحكمة ولا راد لقضائه.
معنى الآية: الضر هو ما يصيب الكائن الحي مما يخرجه عن استقامة حياته وحاله، فقد تصيب منغصات الحياة الإنسان ليعلم أنه لم يأخذ نعم الله كلها فيقول العبد لحظتها يا (مفرج الكروب يارب)، فالإنسان عندما يحس بضعفه إذا ما أصابه مكروه لا يمل دعاء الله، ويلفت الضر هنا الإنسان إلى نعم الحق سبحانه وتعالى في هذه الدنيا إذا ما رضي الإنسان وصبر فإن الله يرفع عنه الضر لأن الضر لا يستمر على الإنسان، إلا إذا قابله بالسخط وعدم الرضا بقدر الله، ولا يرفع الحق قضاء في الخلق إلا أن يرضى خلق الله بما أنزل الله.
وقد ينسب الإنسان أسباب خروجه من كربه إلى ما آتاه الله من علم أو مال ناسياً أن الله هو واهب كل شيء كما فعل قارون الذي ظن أن ماله قد جاءه من تعبه وكده وعلمه ومهارته ناسياً أن الحق هو مسبب كل الأسباب ضراً أو نفعا فسبحانه هو الذي يسبب الضر كما يسبب النفع.
وعندما يقول الله تعالى: "وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ *، فالله سبحانه يعلم أن أي عبد لا يتحمل أن يضره الله، فقوة الله تعالى ليست متناهية ولذلك يكون المس بالضر وكذلك بالخير، فالإنسان في الدنيا لا ينال كل الخير إنما ينال مس الخير فكل الخير مدخر له في الآخرة.
ويتبين هنا أن مهما ارتقى الإنسان في الحياة فلن يصل إلى كل الخير الذي يوجد في الآخرة ذلك لأن خير الدنيا يحتاج إلى تحضير وجهد من البشر، أما الخير في الآخرة فهو على قدر المعطي الأعظم وهو الله سبحانه وتعالى إذن فكل خير الدنيا هو مجرد مس خير لأن الخير الذي يناسب جمال كمال الله لا يزول ولا يحول ولا يتغير وهو مدخر للآخرة ولا كاشف لضر إلا الله.
ما يستفاد من هذه الآية، أن على الإنسان أن يرضى بحكم الله تعالى وقضائه لأنه بذلك سيصل إلى رفع البلاء عنه ورضا الله تعالى عليه والفوز بجنته.