اليوم.. بدء أعمال القمة الأمريكية-الإفريقية الأولى.. ومحلب يرأس وفد مصر فيها.. وتستهدف تدعيم الاستثمار في القارة السمراء
طموحات وتحديات عديدة تفرض نفسها وبقوة على القمة الأمريكية – الأفريقية الأولي من نوعها على الإطلاق التى تقام فى العاصمة الأمريكية "واشنطن" اليوم الاثنين 4 أغسطس وتستمر لمدة 3 أيام تحت عنوان "الاستثمار فى الجيل القادم" بحضور نحو 50 من قادة الدول الإفريقية .
ومن المقرر أن تبحث هذه القمة غير المسبوقة سبل تدعيم العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والقارة الإفريقية ومستقبل الاستثمار فى أفريقيا وتعزيز وتوسيع نطاق التجارة وفرص الاستثمار وتدعيم التنمية المستدامة فى افريقيا.
كما ستركز أيضا على قضية السلام والاستقرار الإقليمى خاصة بعد تزايد الصراعات فى عدد من الدول الأفريقية فى السنوات الأخيرة ومراجعة سبل تحسين إدارة ومعالجة تلك الصراعات وتحقيق الاستقرار فى القارة ، وتدعيم الإدارة والحكم فى أفريقيا خلال الجيل القادم وسبل تعزيز الأنظمة الديمقراطية على المدى الطويل و الاستثمار فى الشباب .
وستشارك مصر فى هذه القمة بوفد يرأسه رئيس الوزارء إبراهيم محلب ويضم كل من وزير المالية هانى قدرى ووزير الاستثمار أشرف سالمان ووزير التجارة والصناعة منير فخرى عبد النور.
وقد جاءت فكرة القمة بعد الجولة الأفريقية التى قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الصيف الماضى التى زار فيها كلا من السنغال وجنوب أفريقيا وتنزانيا .
فقد أوضح الرئيس الأمريكى رؤيته وطموحاته بالنسبة للقارة الأفريقية حيث أكد على ان الولايات المتحدة ستلعب دورا محوريا لنقل القارة الأفريقية إلى المرحلة التالية من النمو واندماجها فى الاقتصاد العالمى بحيث تعود الفائدة على الشعوب الافريقية ،وأكد على أن دعم الدول الإفريقية كان أحد أهم القضايا الأساسية التى تصدرت جدول أعمال مجموعة الدول الصناعية الكبرى الأخيرة فى أيرالندا الشمالية حيث يمكن أن تقدم أكبر فائدة ممكنة للشعوب الإفريقية.
أهداف القمة
وتنحصر أهداف هذه القمة فى عدة نقاط أهمها تعزير التعاون الاستراتيجى والأمني والحفاظ على المصالح الاقتصادية الأمريكية فى مواجهة التغلغل الصينى فى إفريقيا، وتأمين الاحتياجات البترولية حيث تستورد 17% من احتياجاتها من إفريقيا ، ويتضح من خلال الأرقام الرسمية المتعلقة بانتاج واحتياطي البترول في إفريقيا مدى الأهمية التي تعلقها الولايات المتحدة الأمريكية على القارة السوداء فقد قدَّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أنكتاد) في العام 2001 حجم احتياطي البترول في القارة 80 مليار برميل ، أي ما نسبته 8 % من الاحتياطي العالمي الخام واصبحت إفريقيا تنتج ما يقرب من 4 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل إنتاج إيران وفنزويلا والمكسيك.
فخلال السنوات العشر ما بين 1992 و2002 زاد انتاج إفريقيا بنسبة 36 % مقابل 16% لباقي القارات، كما ذكر مجلس الدراسات والأبحاث الوطني الأمريكي في دراسة له إن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تستورد من الآن وحتى العام 2015 ما يقرب 25 % من احتياجاتها من البترول من إفريقيا، وذلك مقابل 16 % في الوقت الحالي.
ولذلك تعتبر أفريقيا افضل من يمدها بالطاقة حيث تسهم القارة الافريقية بـ 12% من الانتاج العالمى وتصدره 20 دولة أبرزهم نيجيريا والجابون و أنجولا وجنوب أفريقيا التى تعد أكبر شريك تجارى لواشنطن .
كما يمكن الاستفادة من السوق الأفريقية الكبرى لتصريف المنتجات الأمريكية فى العقبات التى تواجة الاسواق الأمريكية التقليدية فى أوروبا ويتحقق ذلك فى إطار اتفاقية "الاجوا" التى ساهمت منذ إنشائها عام 2000 وحتى العام الماضى إلى ارتفاع واردات امريكا لأفريقيا حيث زاد حجم التبادل التجارى بين الدول الموقعة على الاتفاقية وأمريكا من 6,7 مليار دولار إلى 24 مليار دولار ففى العام الماضى استوردت الولايات المتحدة سلعا قيمتها 3,39 مليار من أفريقيا لتمثل 7,1% من إجمالى الواردات الأمريكية كما بلغت قيمة الصادرات إلى أفريقيا بقيمة 24 مليار دولار لتمثل 5,1% من إجمالى الصادرات الامريكية .
ويرجع تاريخ علاقة أمريكا بالقارة السمراء إلى أن أفريقيا كانت بالنسبة لأمريكا خلال فترة الحرب الباردة مسرحاً للصراع القائم بين المعسكر الغربي والمعسكر الاشتراكي، صراعاً يتم خوضه بالوكالة لم يكن للولايات المتحدة الأمريكية فى ذلك الوقت أي حضور عسكري، باستثناء تمركز في جنوب إفريقيا وقت حكم نظام الفصل العنصري، الحليف التاريخي لأمريكا، لا يتعدى ثلاثمائة جندي ، مهمتهم الإشراف على قاعدة لتوجيه الصواريخ.
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية أخذت منذ نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن العشرين في التسلل شيئاً فشيئاً إلى القارة السوداء .