يعد نبي الله إسماعيل ابن نبي الله إبراهيم عليهما السلام أول من تسمى بهذا الاسم من بني آدم، وهو أول من تكلم بالعربية الفصيحة، وفي الحديث "أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة ".
وإسماعيل هو الابن البكر لنبي الله إبراهيم من زوجته هاجر المصرية ، وبعد مولده أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بأن يسير بزوجته وابنها حتى وضعهما في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر، ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ، وبعد ذلك وفد على هذا المكان كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ،ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه، فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" ، ففداه الله بذبح عظيم.
وكان نبي الله إسماعيل عليه السلام يعمل قناصا ، ومن قال بذلك استدل بما رواه البخاري في قصة بناء البيت ".... ثم جاء بعد ذلك ، وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا زمزم ، فلما رآه قام إليه ، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ، ثم قال يا إسماعيل : إن الله أمرني بأمر . قال : فاصنع ما أمرك ربك . قال : وتعينني . قال : وأعينك . قال : فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا . وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها . قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة ، وإبراهيم يبني ، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له ، فقام عليه وهو يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " . قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت " .
كما كان إسماعيل عليه السلام فارسا، وكان أول من استأنس الخيل وركبها ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل " ، وفي رواية أخرى "
وأوهب الله إسماعيل القوس العربية، وكان لا يرمي شيئا إلا أصابه ، وفي الحديث " ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا"
ويروى أن نبي الله إسماعيل عاش في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش ،وقد روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها حتى استقرت بها بعض القوافل وسكنتها القبائل ، وذات مرة زاره ابيه ــ إبراهيم عليهم السلام ــ فلم يجده في بيته ووجد امرأته ، فسألها عنه ، فقالت زوجته : "خرج يبتغي لنا" ، وهو ما يدل على أن نبي الله إسماعيل كان يأكل من عمل يده ، ولكن ذلك لا يلزم منه أنه خرج ليصطاد بحرفة القنص ، فلربما خرج يتاجر.
وعندما مات إسماعيل عليه السلام دفن بالحجر مع أمه هاجر، وكان عمره يوم مات مائة وسبعاً وثلاثين سنة، وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: شكى إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حرَّ مكة، فأوحى الله إليه "أني سأفتح لك باباً إلى الجنة إلى الموضع الذي تدفن فيه، تجري عليك روحها إلى يوم القيامة .