قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سر تخصيص الاستعانة "بالصبر والصلاة" للخاشعين


"وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" سورة البقرة آية: 45 مدنية
قال الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي "رحمه الله" في تفسير الآية الكريمة، إن الله تعالي يأمرنا بالاستعانة بالصبر والصلاة ومعني الاستعانة بالصبر أن هناك أمورًا شاقة ستقع لنا في الحياة، وأن المسألة لن تكون سهلة بل تحتاج إلي جهد فالصبر معناه حمل النفس على أمر صعب.
وأضاف إمام الدعاة، أن الإنسان ما دام يعتاد علي فعل المعاصي ويسعي دائما للحصول على ملذات الدنيا ومتاعها فلابد للإنسان أن يستعين بالصبر إذا ما أراد العودة إلى طريق الإيمان، فكل مؤمن يحتاج إلى الاستعانة بالصبر ليحمل نفسه على مشقة منهج الإيمان، وليمنع نفسه عن الشهوات التى حرمها الله.
وأوضح أن "الصبر" في هذه الآية فسره بعض العلماء بأنه الصيام فكأن الله تعالى يأمرنا بأن نجوع ونصبر على ألم الجوع ومشقة الإيمان والصلاة.
وأشار الإمام إلى أن قوله تعالى "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ" هنا يطلب الله منا الاستعانة بشيئين هما الصبر والصلاة وكان سياق الآية يقتضي أن يُقال "وإنهما" ولكن القرآن قال "وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ" فهل المقصود واحدة منهما الصلاة فقط أم الصبر؟
ويجيب هنا أنه عندما يأتي أمران منضمان إلى بعضهما لا تستقيم الأمور إلا بهما معا فيصبحان أمراً واحدًا، ولأن العلاج في الصبر مع الصلاة، فالصبر مطلوب لنصبر على الامتناع عن نعيم الدنيا والصلاة تحارب الاستكبار في النفس، فكأن الوصفة الإيمانية لا تتجزأ فلا يتم الصبر بلا صلاة ولا تتقن الصلاة إلا بصبر وعندما قال الله تعالي (إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) فالخشوع معناه الخضوع حيث أن الخضوع يجعل الإنسان يستحضر عظمة الحق سبحانه ويدرك مدى عجزه أمام خالق هذا الكون.
وتابع: ولابد أن نلفت الانتباه إلى أن الإنسان الذي يستعلى بما وهبه الله من نعم سيأتي وقت وتزول، فالإنسان إذا بلغ في عينه وأعين الناس مرتبة الكمال أغتر بنفسه فنقول له لا تغتر بنفسك فلو كانت الدنيا تدوم لأهلها لظل قارون ينعم بملكه ولكن الله خسف به وبملكه الأرض جزاءً بما جحد من النعم، فالطائع لله هو الممتنع عن المحرمات الصابر على الأقدار الذي يعلم يقينا أن الأمر بيد الله فيخشع لمن خلقه.