قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"مريم" أخت نبى الله موسى.. تربت في أسرة مؤمنة واهتمت برعاية أخيها.. وحافظت على حياته صغيرًا


عرفت "مريم" أخت نبي الله موسى -عليه السلام-، بأنها فتاة ذكية، ولماحة، ومطيعة لأمها، وبارة بأخيها، وكان لها أثر كبير في حياة موسى، تفانت فى حب أمها، وكانت خير معين لأمها التى واجهت ظروفاً صعبة فى حياتها، واستطاعت الأم والابنة أن تحققا الكثير من الأهداف ومن أهمها الحفاظ على نبى الله موسى -عليه السلام-.
اختلف العلماء والمفسرون في اسم أخت موسى عليه السلام، حيث ذكر الإمام القرطبي أن أخت موسى هي: مريم بنت عمران، ليست أم عيسى عليه السلام، لكنه توافق أسماء، كانت هى الأخت الكبرى يليها أخوها هارون ثم أخوها موسى، وقد وقفت بجوار أمها لحظة أن وضعت وليدها الصغير ــ موسى ــ الذى كان محكوماً عليه بالذبح، لولا أن تعهدته أخته منذ لحظة ميلاده بالرعاية والاهتمام والكتمان حتى لا يصدر منه صوت فتكون نهايته، فقد كان جواسيس فرعون الطاغية فى كل مكان تتنصت على الأبواب ليقتلوا كل طفل يولد، لأن عرافا أخبر فرعون أنه يولد طفلا يهدد عرشه.
نشأت أخت موسى فى أسرة مؤمنة، ووضعت أمام عينيها هدفاً نبيلاً سامياً، وهو إرضاء ربها فى إرضاء أمها والبر بها، فبإيمانها استطاعت أن تثبت أمام حاشية فرعون ولم تفضح أمرها، وبذكائها استطاعت أن ترجع أخاها الوليد إلى أمه مرة أخرى.
حينما استجابت أم موسى لأمر الله تعالى بأن تهيئ لابنها موسى صندوقا، وأن تضعه فيه، ثم تلقى به في النيل، أرسلت أخته لتعقب أثره، وكانت الفتاة صاحبة عين بصيرة، وبصر ثاقب، فلم تغفل عن أخيها لحظة واحدة، وأخذت ترقبه بطرف عينها من بُعد، ولم تدن منه ولم تقترب، لئلا يُشك بصلته بها، فمن ذكائها كانت تمشي جانبا وتنظر اختلاسا كأنها لا تنظره كما في قوله تعالى "إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ" أي تمشي على حافة النهر تتبعك، عينها على التابوت خوفاً عليك، "فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"، فمن حسن صنيعها وذكائها لا يشعرون أنها ترقبه، ولا بأنها أخته، وهذا من فطنتها، وأخذها الحيطة والحذر.
وظلت أخت موسى تتعقب أثر أخيها حتى رأت إمرأة فرعون وهي تأمر خدمها أن يأتوا بالصندوق العائم في النيل، وعندما عرفت أن طفلا فيه، طلبت رؤيته فأحبته، ثم طلبت من زوجها فرعون أن يتبنيا الطفل ليكون أبنا لهما، وحاولت زوجة فرعون أن تجعل المراضع يرضعن الطفل، ولكنه عاف المراضع.
رأت أخت موسى حيرة فرعون وزوجته عندما امتنع الطفل الصغير عن المراضع، استغلت هذه الفرصة فدخلت وعرضت، وتكلمت بهدوء ودون أي ريبة: "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ"، ومن حرصها وتلهفها على أخيها، زادت فقالت: "وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ"، وهنا شَكُّوا أنها تعرفه، فبادروها: وما يدريك أنهم له ناصحون؟!
فتداركت وأجابت بسرعة وذكاء: إنما أردت أنهم ناصحون للملك. فقالوا لها: من هم؟ قالت: أمي، قالوا: وهل لأمك ابن؟ قالت: نعم هارون وُلد في سنة لا يُقتل فيها الولدان؟ قالوا: صدقت فَأْتِ بِهَا، فانطلقت إلى أمها فأخبرتها، فانطلقت أمها معها حتى أتتهم، فناولوها إياه، فلما وضعته في حجرها أخذ ثديها يرضع، وعندئذٍ طلب منها فرعون أن تتكفل بالطفل، وأعطاها رزقا على ذلك، فرجعت بوليدها إلى بيتها، والسعادة تغمر جوانب قلبها هي وابنتها، فقد كافأها الله تعالى على إيمانها وصبرها، وأتمت الأم رضاع ابنها موسى، ثم أرسلته إلى القصر الفرعوني.