EN
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تباحث خلاله الطرفان الاستعدادات الجارية لاستضافة باريس للمؤتمر الدولي حول ليبيا، خلال شهر نوفمبر الجاري.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول مناقشة الاستعدادات الجارية لاستضافة باريس للمؤتمر الدولي حول ليبيا، خلال شهر نوفمبر الجاري.
وعبَّر الرئيس الفرنسي، عن حرصه على التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس السيسي بشأن القضية الليبية، في ضوء التقدير للجهود الشخصية للرئيس تجاه تسوية الأزمة الليبية، والتي عززت المسار السياسي لحل القضية، وهو الأمر الذي رسخ دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي، مؤكدًا حرص فرنسا على مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين البلدين في هذا الملف المهم.
مستجدات القضية الليبية
ومن جهته، استعرض الرئيس الموقف المصري الثابت من القضية الليبية، والجهود القائمة لمصر في دفع جميع مسارات تسوية القضية عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
وقد توافق الرئيسان على دعم المسار السياسي القائم وصولًا إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنشود في موعده المقرر في نهاية الشهر المقبل، وضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة التي تساهم في تأجيج الأزمة.
العلاقات المصرية الفرنسية
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الاتصال تطرق إلى مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات، خاصةً الاقتصادية والعسكرية، بالإضافة إلى نشاط الشركات الفرنسية في إطار المشروعات التنموية المتنوعة، خاصةً فيما يتعلق بتوطين الصناعة في مصر.
المؤتمر الدولي الليبي
وفي هذا الصدد قالت الكاتبة الصحفية فابيولا بدوي، المتخصصة في الشأن الفرنسي، إن فرنسا ستستقبل مؤتمر دولي يوم الجمعة 12 نوفمبر الجاري خاص بالشأن الليبي، وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن في مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيرعي مؤتمرا دوليا حول ليبيا.
وأضافت بدوى في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ليبيا تقترب من ميعاد إقامة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر تنظيمها 24 ديسمبر المقبل، ولكن حتى اللحظة هناك الكثير من الشكوك التي تحيط بإمكانية إجراء مثل هذه الانتخابات خاصة في ظل الخلافات السياسية التي تعيشها ليبيا الآن.
ولفتت بدوي إلي أنه في ظلت هذه الشكوك المحيطة بإقامة الانتخابات الليبية في موعدها المقرر، يرى المراقبون أن المؤتمر الدولي الذي ستعقده فرنسا هام للغاية وانعقاده يأتي في إطار التأكيد على إقامة الانتخابات الليبية في موعدها ولا مجال لتأجيلها.
وأشارت إلي أن ليبيا تعد من الدول الهامة بالنسبة لأوروبا عامة وفرنسا بشكل خاص، ومن الملفات التي تهتم بها فرنسا ملف الهجرة غير الشرعية، لذلك تدخل العديد من الأطراف علي الأراضي الليبية منهم الإرهابيون والمرتزقة يمثل خطورة على الأمن الفرنسي.
أهمية مكالمة ماكرون للسيسي
وتابعت: "من هنا تأتي أهمية المكالمة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لأن فرنسا تعتبر مصر صمام الأمان لأوروبا وفرنسا، وتعد مصر هي المعنية بالملف الليبي والذي يعد من ضمن الأمن القومي المصري".
وأوضحت بدوى أن الاهتمام المصري والفرنسي بالقضية الليبية لم يهدأ حتى الآن، بدليل أقامة المؤتمر الدولي الذي لا يبعد كثيرا عن موقد الانتخابات الليبية المنتظرة، ولذلك لإزالة أي عقبات والتأكيد على استعداد كل الأطراف الليبية حتى لا يتم حدوث أي مفاجأة، لافتة إلى أنه من هنا يأتي التنسيق بين الدول خاصة مصر وفرنسا، وإعطاء الزخم للمؤتمر المنتظر عقده الجمعة المقبلة.
واختتمت: "الكل في انتظار أن تهدأ ليبيا وأن تعود لسابق عهدها من قوة وأمن واستقرار، الذي من شأنه أن يعود على المنطقة بالاستقرار المنشود".
