الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والعلا في فن العلايلي


قبل ساعات فقد الفن العربي والمصري واحدًا من أسمى نجوم الشاشة والمسرح وهو الفنان القدير عزت العلايلي، ونعته وزيرة الثقافة ورموز السينما وجمهور كبير استمتع لعقود بوجه مميز وفن ممثل عظيم يعلو بقيمه فوق حسابات الإنتاج.

حقيقة نجح العلايلي فى تجسيد شخصيات عاشت داخل جمهوره، ونقل بها عبر ملامحه الذكية كل قيمة مضافة لمجتمع متأثر بما تنقله الأعمال الفنية المختلفة، وهو فى ذلك كان أجدر من يصفونه بالسامي الذي تطلب ذاكرة الفن العلا بأدواره، فبينما كان ممثلون رموزا للكوميديا أو العنف أو مروجين لإسفاف، كان هذا البطل مميزا بانتقاء أعماله التى ترك بها  بصمته فى ذاكرة الكافة.

العلايلى بدأ مسيرته الفنية بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية بعامين انشغل فيهما واشتغل بإعداد البرامج حتى مشاركته بفيلم "رسالة من امرأة مجهولة" عام 1962 ، لكن من ينسى دوره بفيلم "الأرض" عام 1970 وشخصية عبد الهادي التى أثارت المخرج يوسف شاهين، والقائد لعملية تدمير الميناء الحربي فى "الطريق إلى إيلات"، والضابط الهمام فى "أهل القمة"، والفتى الشجاع فى "التوت والنبوت"، والطبيب التقي فى "الإنس والجن".

دائما ما حملت ملامح عزت العلايلي إشارة إلى مصرية الفنان وحسه المقترن دوما بالشارع، وعبرت مخارج ألفاظه عن إنسان لم يبتعد عن كتاب الله وآياته، فيما نقلت إلينا تعبيراته جدية ومصداقية وحضور كبير فى التعبير عن الذات مهما اختلفت الشخصية أو تغيرت الأدوار.

أمام كل النجوم فى السينما والتليفزيون وعلى خشبة المسرح كان قادرا على التفوق على نفسه، فهو الممثل الوحيد الذي يقنعك بأن أدوار البطولة هى التي تناديه بغض النظر عن ترتيب اسمه على تترات الأعمال المشارك فيها، وقد تنوعت بين درامية وكوميدية وتاريخية ووطنية.

أجيال كثيرة استمتعت بفن عزت العلايلي لكن من كان لهم حظ الإقتراب منه على المستوى الخاص تأكدوا تماما أنهم أمام إنسان صادق وفنان مؤمن باتساق أخلاقه ومبادئه مع ما محتوى يقدمه لجمهوره، لذا تجد من عاشوا إحساسهم بفنه يدركون قيمته ويبكون غيابه.

العلايلي ليس من عينة الفنانين الذين نذكرهم بعد وفاتهم من باب رد الجميل والحديث عن حسنات الموتى، فهو أحد أكبر الفنانين القلائل الذين أثروا قيم وأخلاق وسلوك جيل السبعينات ومن بعده ممن انتبهوه لقيمة الفن الحقيقي ورسالته مبكرا، قبل أن يصاب الوسط كله بموجة من الفوضى لفترة ليست قصيرة.

اذكروا عزت العلايلي بكل خير وارفعوا أكف الضراعة طالبين له الرحمة والمغفرة والجنة، واطمئنوا إلى بقائه بيننا جميعا بما تركه لنا من تراث فني وقيم راقية نعتز بسيرته متى عاملنا الناس بها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط