الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوعى الفانوس الصيني


كل عام والعالم أجمع بخير اليوم الجمعة غرة شهر رمضان المبارك، الذي فضله الله تعالى وميزه عن جميع أوقات العام، وقد اخترت لهذا المقال عنوان "أوعى الفانوس الصيني" على سبيل المزاح حيث إنه لا يتواجد هذا العام في الأسواق نظرا لوقف الاستيراد من الصين في هذه الظروف، وإن كانت هناك بعض الفوانيس الصينية المتبقية من العام الماضي عند التجار، ولعل ذلك أتاح فرصه جيدة لعودة الفانوس المصري بقوة، فقد قام الشباب من أصحاب المشاريع الصغيره بإنتاج الفانوس المصري الذي ربما شاهدناه جميعا منذ أكثر من عشره أيام يغزو الأسواق بأشكاله المتعددة؛ الفانوس المعدني (أبو شمعة بتاع زمان)، والفانوس المُغطى بالقماش الملون، والفانوس الخشبي الجديد المصنوع من الأركت، كل هذه الفوانيس صناعة مصرية جيده جدا وتلاقي قبولا واسعا في الشارع المصري بالرغم من وجود حالة الحزن السائدة نسبيا والتي لا يمكن أن نغفلها بسبب ما يمر به العالم من وجود فيروس كورونا، ولكن إذا نظرنا من منظور إيجابي لهذه المحنة لوجدناها فرصه للتقرب من الله أكثر في هذه الظروف الصعبة.

شهر رمضان لم يتغير منذ أكثر من 1400 عام يأتي دائما ليحمل لنا الخير كله، والزمن هو الزمن والأيام المباركة هي نفسها ولم تقل بركة ولم يقل فضلها فإن فضلها ثابت عند الله كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وعلينا نحن فقط أن نستثمر الظروف التي نعيشها من حظر تجوال وغلق لبعض المرافق، لنحاول الفوز بالجائزة الكبرى (الرحمة والمغفرة والعتق من النار) وكل هذا العطاء لن يتوقف من عند الله في وجود فيروس كورونا.

علينا أن نرحم بعضنا البعض حتى نفوز بالرحمة من الله، نحاول الإكثار من الإستغفار ورد المظالم ونعفو ونتسامح ونغفر لمن أساء إلينا حتى نحصل على المغفرة، علينا أن نبتعد تماما عن الكبائر والصغائر أيضا وأن نُكثر من النوافل وقراءة القرآن حتى نصل إلى العتق من النار.

 فيروس كورونا لن يمنعنا من الصوم والصلاة والزكاة والصدقة وقيام الليل وقراءة القرآن، ولا كل الأفعال التي يحبها الله ورسوله، فيروس كورونا منعنا فقط من النزول ليلا بهدف وبغير هدف وربما يعطينا ذلك فرصة أكبر للقرب من الله، فيروس كورونا أغلق المقاهي والكافيهات والخيم الرمضانية المخصصة للهو واللغو والتجمع فقط لإضاعة الوقت فيما لا يرضي الله، فيروس كورونا جاء ليجعلنا نعود إلى الله، نجلس في البيت فتره أكثر مما يتيح لنا فرصه التأمل في عطايا الله وما أكثرها، حتى صلاة التراويح لم يستطع الفيروس إلغائها، بل انتقلت للبيوت لتمتلئ كلها بذكر الله بعد صلاة العشاء ويكون في كل بيت مسجد، بدلا من سيطرة القنوات الفضائية على بيوتنا سيطرة كاملة، فما أجمل أن يقيم رب البيت صلاة التراويح مع أسرته بدلا من ذهابه هو فقط للصلاة في المسجد ويترك أهل بيته فريسة سهلة للمسلسلات الممولة والبرامج التافهة وساعات البث الطويلة ذات المحتوى الضحل.
علينا ألا نغضب وألا نحزن بسبب التضييق النسبي الذي نتعرض إليه، بل نسعد بقدوم شهر رمضان بكل ما يحمله لنا من عطايا ورحمات وعدنا الله بها ولن يُخلف الله وعده، فلن تقل عطايا الرحمن هذا العام بسبب الكورونا، بل ربما نغتنم من عطاياه قدرا أوفر هذا العام إذا أحسننا استقبال شهر رمضان، فإن شهر الخير والاحسان سيظل الى يوم الدين نحن نتغير ووعود الرحمن لا تتغير،،،، دُمتم بخير وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط