الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياما دقت ع الراس طبول


ياما دقت ع الراس طبول
خلى اللي يقول يقول
احنا الصعايدة ولاد قنا بنتعرف من طواقينا
وجعنا ناخد حقنا خلي اللي يقول يقول
(جمالات شيحة) واحدة من رواد فن الموال والغناء الشعبي، وكان أكثر ما يميزها حفظها للموال الريفي في صيغته الأصلية، وهو موال مختلف عن موال المدينة الشعبي كما يغنى في أحياء القاهرة، وهي بنت قرية كوم حلين في محافظة الشرقية، ولدت عام 1933، وكانت تعشق الغناء منذ صغرها، وكان السبب في تمكنها من حفظ وغناء العديد من المواويل هو والدها، حيث كان يُغني في الموالد الريفية. 
توقفت جمالات شيحة عن الغناء والظهور على الساحة الفنية، في سن السابعة والسبعين، وتوفت عام 2018 عن عمر يناهز 85 عاما، وكان أبرز أعمالهما: "على ورق الفل دلعني"، و"أنا شرقاوية .. سمرا وعفية"، و"ادلع يا حلو"، و"ياما دقت ع الراس طبول"
وعن الأخيرة سأتحدث فقد أخذت جمالات شيحة مطلع أغنيتها الأشهر من المثل الشعبي "ياما دقت ع الراس طبول"، وما أجمل أن نمعن النظر هذه الأيام في معنى هذا المثل في ظل مواجهة (فيروس كورونا)، حيث أن المثل يُقال حين يتعرض الشخص لمحنة كبيرة يكاد ينهار بسببها، فيجد من أصدقاءه المقربين من يقول له هذا المثل (ياما دقت ع الراس طبول) ليذكره بأن هذه المحنة ليست الأولى وأنه مر بالعديد من الأزمات طيلة حياته وكلها انتهت ومرت ولم يعد منها سوى الذكرى، فيتفاءل الشخص وتقوى عزيمته ويبدأ في التفكير بإيجابية في كيفية مواجهة هذه الأزمة والانتصار عليها.
 وهذا ما يحدث حاليا مع فيروس كرونا، أجد أنه من واجبي أن أذكر حضراتكم بأن هذه ليست أولى المحن التي واجهت مصر، حيث اعتاد أبناء هذا الشعب العظيم على الصمود في مواجهة الشدائد، ولن يسلب الفيروس إرادتهم ولن تزيدهم هذه المصاعب إلا قوة وصلابة والتفافًا حول مصلحة "هذا البلد الأمين".
ففي التاريخ الحديث نجد العديد من الأوبئة التي انتشرت عالميا على نطاق واسع ثم انحسرت برحمة من الله عز وجل، وأذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر عام 1992 ظهر في العالم وباء يسمى "جنون البقر" وانتشر بصورة كبيرة حتى وصل إلى مصر، ثم تم انحساره، وفي عام 2003 جاءت إنفلوانزا الطيور وانحسرت أيضا برحمة الله وفضله، وفي عام 2009 انتشر وباء "إنفلونزا الخنازير" وهي انفلونزا جديدة تصيب البشر وتنتشر من شخص إلى أخر بنفس الطريقة التي تنتشر بها الانفلونزا الموسمية العادية، وأيضا انحسرت بفضل الله ورحمته.
كل ذلك من التاريخ الحديث فقط ولم أتعرض للماضي البعيد حيث ظهر الطاعون والكوليرا وغيرها، كل ذلك جعلني أتذكر المثل الشعبي (ياما دقت ع الراس طبول)، فمصر ستخرج إن شاء الله من عثرتها بقوة وصبر شعبها المناضل الذي يصبر على أي محنة حتى يتخطاها برعاية الله ورحمته.
وسأختم مقالي بآية من الذكر الحكيم، وأدعوكم جميعا للتدبر في معناها، الآية الكريمة رقم (4) من سورة (الشعراء)، حيث قال تعالى: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) صدق الله العظيم ,,,,,, دُمتم بخير وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط