الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليه بنحب نغطيها ؟


عيش وقتك عيش أيامك
الدنيا براح قدامك
والضحكة تهون أي جراح
على إيه تنزل دمعاتك
لو يوم عداكأو فاتك
إحلم بالجاي تعيش مرتاح
الدنيا لو جارحة لونها لون فرحة
ماهو إية بيطول عمر الواحد غير الفرحة

ألبوم الفرحة أحد أهم ألبومات الكينج محمد منيرإنتاج عام 1999، والذي تضمن أغنية تحمل نفس اسم الألبوم (الفرحة) والتي وضع كلماتها"عبد المنعم طه" ولحَّنَها عمرو محمود، وكما عودنا منير فهو يبحث في مضمون أغنياته دائما عن معنى ذو قيمة عالية قد يكمن هذا المعنى بأكمله في كلمة واحدة أو عبارة صغيرة من وسط كل كلمات الأغنية، وأنا أرى أن مضمون أغنية الفرحة يكمن في مطلع الأغنية (عيش وقتك .. عيش أيامك) وهذه هي خلاصة التجربة الإنسانية حتى تصل إلى (الفرحة) وهي الغاية المنشودة والتي يبحث عنها الكثير وربما يضيع عمر البعض بحثا عنها ولا يجدها، وفي الواقع ربما يمتلك الشخص سُبل الفرحة ولكنه لا يراها، أو يراها ولا يعطي نفسه الفرصة للاستمتاع بها لأنه لا يعيشها في وقتها ولا يريد أن يستمتع بما يملك وكل ذلك للأسف برغبته.

ربما في كثير من البيوت المصرية تأبى المرأة أن تشعر بالفرحة في وقتها وترفض الاستمتاع بما تملكه وهو جديد، فنجد المرأة المصرية تحديدا بمجرد شرائها لطقم الأنتريه أو الصالون المذهب، تذهب على الفور لتفصيل (كِسوة) أو (بياضات) لتُغطي بها هذا الطقم خوفا عليه من الاستهلاك، وحتى يبقى جديدا وكأنه لا يُستخدم، بل وتحرم نفسها من الفرحة والاستمتاع بالخامة الأصلية للطقم والتي هي من المؤكد أفضل بكثير من خامة الكسوة التي قامت بتفصيلها، فضلا عن أنها قامت بإخفاء لون الطقم الجميل والذي يُعد من أهم أسباب شرائها لهذا الطقم تحديدا، دون أن تفكر في الاستمتاع الشخصي، وقد لا يزورها أحد من الضيوف المنتظرين لمدة سنين كثيرة، وربما تنسى أو تتكاسل عن نزع الكسوة عندما يزورها بعضهم، وهكذا تمر الأيام والسنون وهي مُحافظة على الطقم، حتى يضيع العمر دون الفرحة.. نعم نحن نحرم أنفسنا من الفرحة في حينها والسبب غير معلوم!

كما نجد العروس المصرية تُخزن أطقم تناول الطعام الجديدة فيما يُسمى بــــ (دولاب الفضية)، وكذلك أطقم تناول الشاي والمشروبات الباردة، التي تمتلكها ولكنها ترفض استخدامها إلا في وجود الضيوف فقط، وكأن هذه الأشياء تقتنيها لإسعاد الآخرين فقط، وليس لها الحق في استخدامها بصورة شخصية لتسعد هي وزوجها بما يمتلكون، بل يتناولون الطعام والشراب في أطباق وأكواب رديئة الشكل والخامة وكل ذلك للأسف برغبتهم.

كلنا يحب أن يظهر بمظهر جميل أمام الضيوف ولكن متى نعيش نحن؟ ولماذا لا نستمتع بما نملك في حينه؟ لماذا لا نحب أن نعيش الفرحة في وقتها كما غنى منير؟!

هناك مثال واضح في هذا الإطار يمارسه أغلب الرجال المصريون، فإذا قام الرجل منا بشراء سيارة جديدة من التوكيل (زيرو)، يذهب على الفور (للسروجي) أو لمحل كماليات السيارات ليشتري طقم (فرش للسيارة) ليغطي مقاعد السيارة بالكامل باستخدام هذه (التلبيسة)، ليحرم نفسه أيضا من الاستمتاع والفرحة بملمس ولون الفرش الأصلي للسيارة، مدعيا أنه يحافظ بذلك على فرش السيارة الأصلي، وإذا سألته ولماذا تحافظ عليه أجابك قائلا "عشان لما آجي أبيع السيارة يبقى فرشها سليم"، أي منطق هذا الذي يجعلك تفكر في سعادة المالك الثاني للسيارة بعد سنوات كثيرة ولا تفكر أن تعيش أنت الفرحة، نفسي أعرف ليه كل حاجة حلوة نملكها بنحب نغطيها، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط