أحلى أيام دي ولا إيه

من أجمل ما كتب الشاعر سيد حجاب، ولحن عمار الشريعي، وغنى علي الحجار مقدمة مسلسل (الأيام).

"الأيام" مسلسل تلفزيوني مصري إنتاج عام 1979، تضمن ثلاثة عشر حلقة تناولت قصة حياة عميد الأدب العربي "طه حسين" والتي كان قد كتبها في كتـاب يحمل نفس الاسم.

قام ببطولة المسلسل الفنان أحمد زكي ومجموعة كبيرة من الممثلين نذكر منهم: محمود المليجي، أمينة رزق، حمدي غيث، حسين الشربينى، صفية العمري، يحيى شاهين، وأخرج المسلسل المخرج المبدع يحيى العلمي.
وبالرغم من اشتمال المسلسل على العديد من المواقف الصعبة التي تعرض لها طه حسين في مشوار حياته، إلا أنها كلها انقضت وجاء بعدها النور والأمل حتى أصبح طه حسين وزيرا للمعارف عام 1950 ثم رئيسا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ورئيسا لتحرير جريدة الجمهورية أيضا.

دعوني ألقي الضوء على إحدى العبارات العبقرية التي ذكرها سيد حجاب في أغنية "أيام" حين قال (العتمه سور يجي النهار تنهار وضهرنا ينقام.. أيام)، وتتضمن هذه العبارة العديد من مواطن الجمال، أولا اختيار كلمة (العتمه) وما لهذه الكلمة من مدلول نفسي عميق، أعمق بكثير من كلمة (الظلام) مثلا، وأيضا وصف العتمه (سور)، وإحساسك اللحظي بأنك مسجون خلف هذا السور، ثم تعبير (يجي النهار) والسرعة الفائقة في إيقاع الكلمات مما يعطيك الأمل بأن العتمة لا تدوم طويلا، ويأتي لفظ (تنهار) ليجسد لك مشهد حسي مرئي حيث ترى سور العتمة ينهار بسرعة أمام عينيك، حيث أن الانهيار أسرع وأقوى بكثير من التكسير أو الهدم، كما أن الانهيار لا يدع لك مجالا لتصور بقاء أي جزء ولو صغير من العتمة، ثم يأتي النصر في لفظي (ضهرنا ينقام) لينهي لك القصة بالأمل والقوة.

كتب "سيد حجاب" هذه الكلمات الصادقة عام 1979، وأنا أرى أنها تناسب كل زمان ومكان، بل وتناسب الأشخاص والأوطان أيضا، فقد يعلو سور العتمة أحيانا أمام الوطن، ولكن الأوطان القوية مثل بلدنا العظيمة (مصر) سرعان ما يظهر فجرها لتنهار أمامه كل أسوار العتمة والتي قد يصورها لنا البعض بأنها أسوار عالية، ولكن أرى أن سور العتمة مها كان عاليا فسوف يأتي النهار لينهار، وبإذن الله ضهرنا ينقام، تحيا مصر،،، دُمتم بخير وفن.