كده برضو يا قمر....

تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشكر الذي يستحقه أمير الغناء العربي وأمير القلوب(هاني شاكر)، ذلك القمر الذي يلوح في سماء الموسيقى في مصر والعالم العربي أجمع ليبدد ظلام السخف والإسفاف الموسيقي، يرتقي بنا بسمو كلماته ورقي ألحانه ودفء صوته، محافظا على أصالة موسيقانا وموروثنا الفني الذي كنا وسنظل نفتخر به ما دام فينا.
اسمحوا لي في السطور القليلة القادمة أن أحدثكم عن هاني شاكر الإنسان، ذلك الرجل الذي تعاملت معه عن قرب وصاحبته في السفر لأرى منه أفضل ما أرى من شيم الرجال: الصدق، العطاء، الإخلاص، الحب، والعمل الجاد أيضا، ولعل كل ذلك ما يجعل وجهه يزداد نورا على نور يوما بعد يوم.
لا أخفيكم سرا حينما اقتربت من هاني شاكر أشفقت عليه كثيرا، أشفقت على عقله الذي أجهده كل جهد في حل أغلب مشاكل الموسيقيين، أشفقت على وجهه الذي طالما رأيته متأثرا وهو يربت على كتف طفلة توفى والدها الموسيقي، أشفقت على عينيه اللتان رأيتهما تدمعان وهو يستمع لشكوى موسيقي كبر سنه ونال منه المرض ولا يملكذلك المبلغ الضخماللازم لإجراء عملية جراحية هامة، مما يضطر هاني شاكر (في كثير من الأحيان) أن يتحمل التكاليف كاملة على نفقته الخاصة، أشفقت على قدميه وهي يمشي منهكا ليقدم واجب العزاء لأرملة وبنات أحد زملائنا الموسيقيين، أشفقت وأشفقت وأشفقت عليك يا أمير القلوب.
تولى هاني شكر مسؤولية ضخمة حين لبى نداء جموع الموسيقيين في مصر ليتولى منصب نقيب الموسيقيين في السنوات الأربع الماضية، التي مرت عليناكسحابة معطاءة محملة بالخيرات، أهطلت ماءها فاخضرت الأرض، وأنبتت الزهور في نقابة المهن الموسيقية، ليجد الموسيقيين في مصر إنجازات ترقى إلى حد المعجزات، وفعلها كلها حبا وامتنانا لزملائه الموسيقيين، إنجازات لم نشهدها من قبل، مثل زيادة المعاشات إلى الضعف وتحسين مستوى الخدمات الصحية و إتمام مشروع الإسكان المتعطل منذ أكثر من عشر سنوات، فضلا عن الحفاظ على كرامة الموسيقيين، ولو كان كل نقيب سابق فعل مثلما فعل هاني شاكر لكان حال الموسيقيين في مصر اليوم في أبهى صورة.
كان هاني شاكر دائما مبتسما رغم الصعوبات والتحديات التي واجهها خلال الفترة الماضية، تعامل مع الجميع بحكمة اكتسبها من جيل العظماء وأضاف إليها رؤيته الأستشرافية للغد المشرق.
ومن خلال قربي منه أقول له: كل شيء يمكن تكذيبه يا أمير إلا أفعالك الواضحة والملموسة، كل شيء يمكن إخفاؤه إلا إنجازاتك على أرض الواقع، كل شيء يمكن تزيفه إلا تاريخك المشرف، كل شيء يمكن الجدل فيه إلا حبك لفنك ولجموع الموسيقيين الذين تحملت همومهم ومشاكلهم على عاتقك.
والجدير بالذكر أن المحكمة المختصة بالإشراف على انتخابات نقابة المهن الموسيقية قد أصدرت حكما برفض وبطلان الطعن في ترشح هاني شاكر لمنصب النقيب، وقد تقرر عقد الانتخابات في يوم الثلاثاء القادم الموافق 30/7/2019، لاختيار النقيب ومجلس إدارة النقابة، حيثيتقدم هاني شاكر لخوض هذه الانتخابات مرتديا ثوب إنجازاته،،،،،، كده برضو يا قمر.