يوافق اليوم، الثلاثاء، ذكرى رحيل الكابتن مسعد نور، نجم مصر والنادي المصري، الذي قدم مشوارا كرويا حافلا بالإنجازات، وفي السطور التالية نستعرض أهم المحطات في حياته.
وُلِد مسعد نور في 24 أبريل 1951، توفى والده وعمره عامين فنشأ في كنف جده لوالدته.
بدأ في لعب كرة القدم بشوارع وحدائق ضاحية بورفؤاد الهادئة بصحبة أخيه الأكبر الراحل سعد نور نجم النادي المصري أيضًا والذي لعب في صفوف القلعة الخضراء مطلع السبعينيات.
انضم "مسعد" لناشئي نادي بورفؤاد ومن المثير للدهشة أنه بدأ حياته حارسًا للمرمى، إلى أن قام في إحدى التدريبات بمراوغة زملائه جميعًا واحراز هدف في مرمى الفريق الأخر، فقرر مدربه آنذاك الراحل جابر موسى (أبو الناشئين) أن يوظفه في مركز المهاجم وأهداه الرقم 10 مطالبًا منه ألا يخلع هذا الرقم أبدًا.
كان عدوان يونيو 1967 نقطة تحول في حياة مسعد نور، حيث هاجرت أسرته إلى مدينة المنصورة فالتحق بصفوف مدرسة المنصورة الثانوية الصناعية، وفي إحدى مباريات دوري المدارس شاهده الراحل نور الدالي، رئيس نادي الزمالك فيما بعد، فضمه لصفوف نادي الزمالك.
وانضم "نور" إلى صفوف نادي الزمالك مطلع السبعينيات وكان فريقه يضم عددا من النجوم أمثال فاروق جعفر وعلي خليل ومحمود الخواجة، ومع عودة النشاط الكروي لمصر بعد عدوان 1967، وعودة فريق المصري للتجمع مرة أخرى بمدينة رأس البر، ونجح محمد لهيطة في إبراز صفقة تبادلية مع الزمالك ينتقل بمقتضاها أشرف أبو النور، حارس المصري للزمالك، نظير انتقال مسعد نور للمصري.
وانضم نور لصفوف المصري في الموسم الكروي 1973/1972، ونجح في أن يحرز هدف التعادل للمصري في شباك فريق الزمالك في المباراة التي جرت بينهما في الرابع والعشرين من فبراير 1973، والطريف أن الهدف جاء في شباك أشرف أبو النور حارس المصري المنتقل للزمالك، ليكون هذا الهدف بوابة العبور له لقلوب محبيه داخل وخارج بورسعيد.
واصل مسعد بصحبة زملائه من جيل التهجير وبكل بسالة الدفاع عن اسم ناديهم خلال سنوات التهجير العصيبة، ورغم المشاق والظروف الصعبة حافظ هذا الجيل على راية ناديهم خفاقة كرمز لبورسعيد الباسلة.
شكل مسعد ثلاثيًا خطيرًا للغاية مع زميليه الراحل محمد عبود "السنجأ" وسمير التفاهني، واعتبر البعض أن خط هجوم المصري الذي يضم هذا الثلاثي هو الأخطر بين مهاجمي الأندية المصرية.
بعد عودة المهجرين إلى مدنهم مرة أخرى عقب نصر أكتوبر المجيد، واصل نور التألق وقيادة فريقه نحو تحقيق الانتصارات الواحد تلو الآخر، وأطلق عليه جماهير المصري لقب "الكاستن"– نوع من أنواع المكسرات معروف لدى البعض بإسم "أبو فروة"، وانتشر هذا اللقب انتشار النار في الهشيم في بورسعيد.
وكان لزامًا على مسئولي المنتخب المصري أن يختاروا مسعد نور لصفوف منتخب مصر خلال منتصف السبعينيات وتحديدًا خلال خوض المنتخب لتصفيات بطولة الأمم الأفريقية بإثيوبيا عام 1976.
ونجح مسعد نور في قيادة المنتخب المصري للتأهل لنهائيات البطولة بفضل أهدافه في منتخب تنزانيا ذهابًا وإيابًا، وخرجت مانشيتات الصحف تقول "فريقنا مسعد"، فيما أطلق عليه الناقد الرياضي العظيم نجيب المستكاوي "مسعد نور السلام" نسبة إلى دار السلام العاصمة التنزانية.
واستمر تألق مسعد نور في صفوف المصري والمنتخب الوطني طوال فترة السبعينيات فشارك في تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية "مونتريال 1976"، تصفيات بطولة الأمم الأفريقية بإثيوبيا عام 1976، ودورة الصداقة بإيران عام 1975، ودورة ألعاب البحر المتوسط بالجزائر عام 1975، وكأس الصداقة بالسعودية 1975، وتصفيات كأس العالم بالأرجنتين 1978، وتصفيات دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر 1978، ودورة ألعاب البحر المتوسط سبليت "يوغسلافيا" السابقة 1979، وتصفيات دورة الألعاب الأوليمبية "موسكو 1980"، وبطولة الأمم الأفريقية بنيجيريا 1980، وتصفيات كأس العالم بأسبانيا 1982، كما شارك في ما يقرب من 25 مباراة دولية سجل خلالها خمسة أهداف دولية.
نجح مسعد نور في قيادة النادي المصري لتحقيق المركز الثالث بالدوري العام لموسمين متتاليين 1980/1979، 1981/1980 وذلك بعد تعاقد النادي المصري برئاسة الراحل العظيم السيد متولي مع الأسطورة بوشكاش لتدريب الفريق.
قاد مسعد نور فريقه للمنافسة على لقب الدوري العام موسم 1982/1981، كما قاده للمنافسة على لقب بطولة كأس مصر لموسمين متتاليين 1983/1982، 1984/1983، حيث وصل المصري للمباراة النهائية ولكنه خسر أمام الأهلي في المناسبتين.
بعد نهاية موسم 1985/1984 قرر مسعد نور الاعتزال، فأقيم له مهرجان اعتزال تاريخي في فبراير من العام 1986 وهو المهرجان الذي شارك به جمع غفير من نجوم الأندية المصرية بمختلف انتماءاتها.
وفي فجر الثالث والعشرين من أبريل من عام 2011 فُجعت بورسعيد برحيل "نور" بعد صراع من المرض عن عمر يناهز 60 عاما، حيث تم تشييع جنازته والصلاة عليه داخل ستاد المصري.