لا تزال خيوط المجزرة الأليمة في نيوزيلندا التي أفجعت العالم على مدار اليوم الماضي والتي راح ضحيتها 49 شخصا بينما أصيب العشرات، تنسدل حتى الآن، حيث ظهرت تفاصيل جديدة عن البطل الذي رفض الاستسلام للموت وتصدى للسفاح منفذ الهجوم الإرهابي، برينتون تارانت، بعد اقتحام الأخير لمسجد لينوود وفتحه النار على المصلين العزل.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أفردت تقريرًا مطولًا يسلط الضوء على هذا البطل، نعيم راشد، الذي تنحدر أصوله من أبوت آباد في محافظة خيبر بختونخوا شمال شرق باكستان، والذي توفي هو وابنه، طلحة إثر إصابتهما بجروح خطيرة في المستشفى لاحقًا.
راشد كان يعمل في بلاده محاسبًا بنكيًا وهاجر مع أسرته إلى نيوزيلندا حيث عمل هناك مدرسًا وعاش حياة هادئة شأنه شأن غيره من اللاجئين الباحثين عن استقرار، إلا أنه لم يكن يعرف أنه يضمر بداخله شجاعة دفع ثمنها دمائه ودماء ابنه، حيث حاول التصدي للإرهابي تارانت ورصاصه الغاشم، وحاول أن يمنعه من إطلاق النار وبالفعل تمكن من القفز صوبه وأخذ سلاحه.
ونقلت الصحيفة عن أحد شهود العيان الناجيين من المذبحة ويدعى، سيد مظهر الدين، قوله إن راشد خاطر بحياته وأخذ السلاح وحاول الدفاع عن باقي المصلين، لكنه عجز عن استخدام الرشاش الآلى ولم يتمكن من تبادل إطلاق النار مع تارانت، ليقوم الأخير بإصابته في مقتل.
وأوضح مظهر الدين أن راشد وركض خلف القاتل رغم إصابته، وشاهد تارانت وهو يدلف إلى سيارة بداخلها أشخاص آخرين، ثم فروا جميعا مسرعين.