قدمت دراسة طبية حديثة أدلة قوية على أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يسبب الاكتئاب.
وقام الباحثون في جامعة "جنوب أستراليا" بنشر دراسة تفصيلية لهذه النتائج في المجلة الدولة لعلم الأوبئة، حيث فحصوا 73 اختلافا وراثيا متصلا بمؤشر كتلة الجسم العالية التي تسبب الظروف المرتبطة بالوزن، مثل مرض السكر أو أمراض القلب، وفي الوقت نفسه، نظروا في 14 نوعا من البدائل المرتبطة بالسمنة ولكن لم ترتبط بهذه المشاكل الصحية ذاتها.
وقالت الدكتورة "هيلينا هايبوبنين"، الأستاذ في كلية الطب جامعة "جنوب أستراليا: "إن قوة تصميم دراستنا هي القدرة على التركيز على تأثيرات مؤشر كتلة الجسم المرتفع، بدلًا من التأثيرات الغذائية أو الاجتماعية التي عادة تكون مرتبطة بالبدانة".
وأخذ الباحثون بيانات من 500 ألف مشارك، تتراوح أعمارهم بين 37 – 73 عاما، حيث تناقض تردد متغير البدانة الجيني الحالي ونسبة قبول المستشفى وأعداد الاكتئاب المبلغ عنها ذاتيا، وقارن الفريق البيانات الوراثية من أكثر من 48،000 شخص أفادوا بأنهم مصابون بالاكتئاب مع مجموعة مراقبة أكثر من 290.000 شخص.
وأضافت هيابونين - لصحيفة "مورنينغ هيرالد" - "هذه الجينات مرتبطة بنفس القدر بالاكتئاب مثل تلك الجينات المرتبطة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم ومرض السكر".
وخلص الفريق إلى وجود رابط قوي بين الأشخاص ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع والاكتئاب، ووجدت الدراسة، أن لكل زيادة قدرها 4.7 نقطة في مؤشر كتلة الجسم، زادت احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23% للنساء، و18%، بشكل عام.
وقال الدكتور "جيس تيريل"، الطبيب في كلية الطب بجامعة إكسيتر - في بيان صحفي: "السمنة والاكتئاب مشكلتان صحيتان عالميتان لهما تأثير كبير على الأرواح ومكلفة للخدمات الصحية، لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن هناك صلة بين الاثنين، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت السمنة تسبب الاكتئاب أو العكس، وأيضًا ما إذا كان يعاني من زيادة الوزن في حد ذاته أو المشاكل الصحية المرتبطة به التي يمكن أن تسبب الاكتئاب".
وأضاف: "يخلص التحليل الجيني القوي لدينا إلى أن التأثير النفسي للسمنة من المحتمل أن يسبب الاكتئاب، وهذا مهم للمساعدة في استهداف الجهود الرامية إلى الحد من الاكتئاب، الأمر الذي يجعل من الصعب على الناس تبني عادات نمط حياة صحي".