الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزعيم جمال عبد الناصر صاحب فكرة إنشاء السد العالى.. أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين ويمثل ملحمة وطنية سطرها المصريون.. والأهالى استقبلوه بالهتافات الحماسية والأغانى الوطنية.. صور

الزعيم الراحل جمال
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

  • الزعيم جمال عبد الناصر صاحب فكرة إنشاء السد العالى
  • ملحمة وطنية سطرها المصريين ببناء السد
  • أحد بناة السد: الزعيم عبد الناصر كان يلتقى بنا ونستقبله بالهتافات الحماسية والأغانى الوطنية
  • السد مازال يعطي ويعطي من حماية مصر من الفيضانات والجفاف

السد العالي بمحافظة أسوان رمز الإرادة والتحدي والشموخ والصمود الذي حمى ويحمى مصر من أى فيضانات، ويساهم في نفس الوقت في توليد الكهرباء وتنفيذ مشروعات قومية.

وفى السطور القادمة، نسرد من خلال "صدى البلد" حكاية وقصة بناء السد العالى الذى جاء بمبادرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث أعطى إشارة البدء للعمل فى هذا المشروع القومى العملاق الذى يعتبر بمثابة ملحمة وطنية يحتفل بها المصريون كل عام، عندما وضع حجر الأساس له في التاسع من يناير عام 1960 حيث بناه المصريون بعرقهم وجهدهم، وبعد أربع سنوات تم الانتهاء من بنائه، وتم تغيير مجرى نهر النيل للسد العالي.

وقال رمضان عبد الحميد، أحد بناة السد العالى: "أثناء بناء السد فى مراحله المختلفة كنا نرى ونلتقى بالرئيس جمال عبد الناصر، حيث كنا نستقبله بالهتافات الحماسية والأغانى الوطنية هو وضيوفه ومرافقوه، وكان يتحدث معنا بروح الأخ والصديق، فهو كان لنا مثالًا للإصرار والعزيمة".

ومشروع السد العالى أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين، حيث تحتفل محافظة أسوان في عيدها القومي بشكل سنوى بهذه المناسبة، التي توافق يوم 15 يناير من كل عام.

وتعد ذكرى الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، ذكرى للصمود الذي أعلنه الشعب المصري بتحدي قرار الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تمويل بناء السد العالي، والاعتماد على الموارد الذاتية في بنائه.

ومن هذا المنطلق، أصبح مشروع السد العالي معجزة هندسية من معجزات القرن العشرين لأنه يعتبر واحدا من أكبر السدود في العالم أنشئ لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تغرق البلاد.

وترجع فكرة بناء السد العالي في المناطق العليا من النيل لخلق بحيرة صناعية من الماء العذب، واتخذ قرار البدء في بنائه عام 1953 وشكلت لجنة لوضع تصميم للمشروع، وفي ديسمبر 1954، تم وضع تصميم للسد العالي بإشراف المهندس المصري موسى عرفة، والدكتور حسن زكي بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة.

وواجهت مصر في ذلك الوقت صعوبة في إيجاد الموارد التي تمكنها من المضي في تنفيذ ذلك المشروع العملاق، ما دفعها للجوء إلى الدول الغربية لمساعدتها من الناحية المالية والفنية والتكنولوجية، التي رفضت تقديم المساعدة لمصر، وظلت الحكومة المصرية تشعر بالقلق بسبب ما تعانيه من مشاكل اقتصادية.

ورفضت الحكومة المصرية الشروط التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالرغم من حاجتها إلى التمويل لاستكمال المشروع لأنها كانت شروطًا تمثل خطورة على مصر، ما أدى إلى سحب الحكومة الأمريكية القرض الذي كانت ستقدمه لبناء السد العالي بحوالى 56 مليون دولار، والحكومة البريطانية القرض الذي كانت ستقدمه بـ15 مليون دولار، كما رفض البنك الدولي منح الحكومة المصرية القرض الذي تم الاتفاق عليه بقيمة 200 مليون دولار، وجاء قرار سحب تمويل السد العالي بداية العداء بين مصر ودول الغرب.

ولجأت الحكومة المصرية لتأميم قناة السويس لتستعيد استثماراتها من دول الخارج وتوفر الموارد اللازمة لبناء السد العالي، ولذلك قررت الحكومة البدء في بناء السد العالي، وتم توقيع اتفاقية في السابع والعشرين من ديسمبر 1958 في القاهرة يقضي بها أن يمد الاتحاد السوفيتي مصر بالمساعدات المالية والاقتصادية لتنفيذ المرحلة الأولى من السد وقبل انتهائها تم الاتفاق مع السودان للانتفاع بفائض النيل، وجاء ذلك قبل البدء في المشروع.

وأصبح نصيب مصر من المياه بعد بناء السد العالي 55.5 مليار متر مكعب، ونصيب السودان 18.5 مليار متر مكعب، والباقي وقدره 10 مليارات متر مكعب تعد الكمية المعروفة للفقد نتيجة التبخر والرشح.

وبدأت الحكومة السوفيتية بعد ذلك الوفاء في وعودها، وكانت المعدات السوفيتية تتدفق على مدينة أسوان بكميات تتزايد مع الوقت منذ أكتوبر 1959.

كما تعود قصة بناء السد العالي إلى اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، وبدأت فكرة إنشاء السد العالي عند أسوان بما يكفل لمصر تزويدها بتصرف ثابت يسمح بالتوسع الزراعي وحمايتها من الفيضانات العالية، وفي نفس الوقت مدّها بطاقة كهربائية تكون الركيزة الأساسية للتنمية الزراعية والصناعية، وبإجراء عدة أبحاث اختير السد لأنه من النوع الركامي، مزودًا بنواة صماء قاطعة للمياه، ويبعد عن مدينة أسوان نحو 20 كيلومترا جنوبًا، وبلغ إجمالي تكاليف إنشاء السد العالى ومحطة الكهرباء في ذلك الوقت نحو 45 مليون جنيه مصري.

ويعد السد العالي من المشروعات الاقتصادية الكبيرة ذات العائد المادي المرتفع مقارنة بالمشروعات العالمية المماثلة له، وصل عائده خلال عشر سنوات منذ بدء إنشائه إلى ما لا يقل عن عشرين ضعفًا مما أنفق عليه، لأنه ساعد كثيرًا في التحكم بتدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل.

ويستخدم السد العالي في توليد الكهرباء بمصر، ويبلغ طوله 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترًا، وعرض القمة 40 مترًا، والارتفاع 111 مترًا، أما حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من أسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلاله تدفق مائي يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة، وبدأ بناء السد العالي في عام 1960 وقدرت تكلفته الإجمالية بمليار دولار ثلثها من قبل الاتحاد السوفيتي، وعمل في بناء السد 400 خبير سوفيتي، وأكمل بناؤه في 1968، وثبت آخر 12 مولدا كهربائيًا في 1970، ثم افتتح رسميًا في 15 يناير 1971 والذي أصبح فيما بعد العيد القومي لمحافظة أسوان.

كما أنه تم تصميم السد العالي وفقًا للدراسات والأبحاث ليكون من النوع الركامي ومزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه منسوب قاع السد 85 م منسوب قمة السد 196 م، وطول السد عند القمة 3830 م، وطول السد بالمجرى الرئيسي للنيل 520 م، وعرض قاعدة السد 980 م، وعرض السد عند القمة 40 مترا عمق ستارة الحقن الرأسية 170 م.

من جانبه، أكد المهندس عبد اللاه عبد الله الهمشري، مدير عام بالهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان، أنه يكفي فخرًا أن السد العالي بني بأيد وإرادة مصرية خالصة.

وأوضح الهمشري أن السد العالي يعتبر صرحًا شامخًا، حيث تتساوى قمته منسوب 196 فوق سطح الأرض مع هضبة المقطم في القاهرة، ويعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لحماية مصر من غوائل الفيضانات المدمرة، مشيرًا إلى أن السد العالي حمى مصر أيضًا لمدة 9 سنوات خلال السنوات العجاف من عام 1979 حتى 1988، حينما تعرضت القارة الأفريقية للجفاف ومات بسببه العديد من أبناء الدول الأفريقية.

وقال إن السعة التخزينية للسد العالي تعتبر هي الأكبر على الإطلاق بدليل أن السعة التخزينية لأضخم سد في العالم، والذي بني في الصين عام 2010 لا تتجاوز ثلث السعة التخزينية للسد العالي التي تقدر بحوالي 162 مليار متر مكعب، والفارق أن السد العالي هو سد ركامي من كتل الجرانيت وليس سدًا خرسانيًا من الأسمنت.

وأضاف أن السد العالي يعمل بكفاءة متناهية ولا صحة للشائعات التي أطلقها البعض منذ ثلاث سنوات على أنه توجد شروخ في السد العالي لأن السد عبارة عن جبل ركامي ضخم جدًا يبلغ حجمه 17 مرة من الهرم الأكبر، وسيبقى السد يعمل بكفاءة عالية كما بقيت أهرامات مصر منذ آلاف السنين.

ويبلغ عدد البوابات 12 بوابة، وتمت تجربة اثنين فى الشهور القليلة الماضية أثناء جولة الوزير، وعقب الانتهاء من الصيانة الدورية للبوابات المتبقية تتم تجربتها، وذلك للاطمئنان على جاهزيتها للعمل في أي لحظة، حيث لم يتم تشغيلها منذ سنوات، وتقوم كل بوابة منها بضخ 40 مليون متر مكعب مياه / يوم.