الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفية نور الدين تكتب: العنف المعنوي والنفسي ضد المرأة بين التجريم والتحريم

صدى البلد

كلنا نعلم معنى العنف المادي بأشكاله وأنواعه وهو باتفاق الشرع والقانون محرم بكل أشكاله سواء على المرأه أو غيرها من بني الإنسان أو حتى الحيوان ، الله هو الحكم العدل قد حرم الظلم على نفسه وهو إله قدير فما بالنا بخلق الله ألا يرحم بعضهم بعضا .

موضوع العنف المعنوي والنفسي لا يقل أهميه عن العنف المادي ، لقد أصبح ظاهره اجتماعيه متفشيه في المجتمع بالرغم من تطور الفكر والحضارات المختلفه.

هذا النوع من العنف في الغالب يمارسه الزوج على زوجته وهذا يتنافى مع المعنى السامي للزواج بكونه سكنا و موده و رحمه فلا مجال للقسوه اعتمادا على مبدأ القوامه الذي يسيء الكثير فهمه و تطبيقه.

العنف المعنوي هو كل فعل مؤذ لعواطف المرأه و نفسيتها دون أن يكون له آثار جسديه وماديه ويشمل الوسائل اللفظيه وغير اللفظيه التي تهدف إلى الحط من قيمة المرأه وللأسف هو ممارسه صامته وخطيره جدًا لكونه لا يمكن اثباته بسهوله على خلاف العنف الجسدي والمرأه التي تتعرض لهذا النوع من العنف تصاب بحالات من الكآبه إلى جانب مشاكل نفسيه وربما أمراض عضويه يرجعها الأطباء لأسباب نفسيه بالإضافه لفقدها الثقه بالنفس وعدم الشعور بالإطمئنان و السلام النفسي و العقلي و عدم القدره على اتخاذ القرارات بلا أي مبالغه هي تفقد آدميتها . العنف المعنوي يا ساده ما هو إلا قتل بطيء بل قاتل محترف لا يترك وراءه أثرًا واضحًا .

في رأيي أن عدم التكافؤ من البدايه هو سبب رئيسي في كثير من المشكلات الأسرية سواء كان التكافؤ ثقافيا أو تعليميا أو اجتماعيا أو ماديا مما يولد مشاعر عدائيه و مشاعر نقص لدى الرجل تجاه المجتمع يقوم بتفريغه بالزوجه لعدم استطاعته التوجيه لمصدره مباشرة فيوجهه نحو الزوجه والأبناء ليعطيه ذلك شعورًا بعلو شأنه في مقابل قلة شأنها.

بعض النساء فقط قادره على الإحتفاظ بالثقه بالذات إذا كان لديها قدر من التعليم و الثقافه تعزز لديها الثقه بالنفس.

المرأه قادره على أي شيء طالما لا يحتاج لقوه خارقه . فمهارات الرجل مثل مهارات المرأه كلاهما يصنف إنسانا.

وأخيرًا عزيزي الرجل من يحب أبناءه يجب أن يحترم زوجته لكي لا تربيهم أم مهزوزة الثقه بنفسها مكسوره متردده .

إذا كان لديك بنات فستغرس فيهن أن الذل والمهانه أمر عادي في الحياه الزوجيه.

وإن كان لديك بنين سوف تنشئهم نشأه ذكوريه تخلو من كل معنى من معاني الرجوله .

بالله اكتفينا ذكورا فمجتمعنا لن ينهض إلا على أكتاف الرجال الأسوياء الذين يستوعبون أن المرأه هي شريكة حياته وليست جاريته.

والقضاء على هذه الظاهره لا يكمن في تحقيق المساواه المطلقه بين الجنسين بقدر ما هو تفعيل للمبادئ القانونيه و الأخلاقيه القائمه على التسامح ونبذ العنف بكافة أنواعه.

ويقع العبء الأكبر لهذه المسئوليه على عاتق المشرع و رجال الدين فالمشرع عليه سن القوانين التي تجرم مثل هذه الأفعال بطريقه رادعه ورجال الدين عليهم دور بالنصح والإرشاد والتهديد و الترغيب.

أما الإعلام فعليه عدم إظهار صورة المرأه بالضعف وأنها مكسورة الجناح بل بإبراز دورها في المجتمع و العمل على زيادة الوعي والثقافه.