التعامل الأمثل

مرة أخرى تعود الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الى دائرة الضوء ، بإنجاز جديد يحسب لها رغم قصر فترة توليها الملف، حيث استطاعت الوزيرة تحقيق انجاز كبير خلال الأسابيع الماضية بسيطرتها على ظاهرة حرق قش الأرز الذى كان سببا رئيسيا في ظاهرة السحابة السوداء التى تغطى سماء القاهرة كل عام في هذه الأوقات.

فرغم زيادة مساحة حصاد الأرز خلال الموسم الحالي من 40 الى 54% مقارنة بالعام الماضي، إلا أن ظاهرة حرق قش الأرز انحسرت كثيرا خلال هذا العام.

المنهج العلمي الذي تتعامل به وزارة البيئة في الوقت الحالي هو أهم أدواتها لتحقيق إنجازات لم يسبق أن استطاعت أي حكومة سابقة تحقيقه.

لأول تعمل وزارة البيئة من خلال تنسيق مشترك مع المحافظات والوزارات المعنية بالأمر، لتزيد عدد مناطق تجميع قش الأرز من 312 العام الماضي لتصل الى 429 منطقة تجميع خلال العام الحالي بالتنسيق مع وزارة الزراعة.

لأول مرة لم يلجأ المزارعون الى حرق القش في الخفاء أو أثناء الليل للتخلص منه، بعدما ارتفع وعى المزارعين عن الاهمية الاقتصادية لهذا القش كسلعة وأن هناك طلبا عليه باعتباره عنصرا أساسيا في بعض الصناعات المحلية.

انخفض عدد المحاضر من 2089 ليصبح 429 محضرًا للمخالفين للقانون مقارنة بالعام الماضي، بحسب التقرير الذي سلمته الدكتورة ياسمين فؤاد لمجلس الوزراء.

في الحقيقة أن السيطرة على ظاهرة السحابة السوداء هو جزء من استراتيجية تحسين نوعية الهواء التى وضعتها الوزارة في إطار رؤية مصر 2030، التى خصصت محورا خاصا بالبيئة والحفاظ عليها وتحسين ادارة الموارد الطبيعية للدولة.

هى إجراءات اوسع بكثير من السيطرة على حرائق قش الأرز المرتبطة بمنطقة الدلتا فقط، فالقاهرة محاطة بعدد من المناطق الصناعية الكبرى ومنها صناعات حديد واسمنت وبتروكيماويات، وجميعها أصبحت مرتبطة بطريقة مباشرة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، ولا يتعلق الأمر بالمصانع فقط ولكن بمراجعة انبعاثات العادم من السيارات في القاهرة وخاصة سيارات النقل العام من الاتوبيسات.

إذا كانت ظاهرة حرق قش الأرز تستمر فترة اربعة اسابيع في العام خلال موسم حصاده وتحتاج الى مجهود استثنائي خلال هذا الموسم فقط، فإن متابعة باقي ملوثات الهواء في القاهرة تحتاج الى استدامة هذا المجهود طوال العام.

وقد يتفاجأ البعض من أن التقرير الذى سلمته وزيرة البيئة لمجلس الوزراء يقول إن المستوى العام لجودة الهواء على أغلب المناطق بالقاهرة الكبرى على مدار الفترة كان في مستوى جيد طبقًا لمؤشر جودة الهواء، ولم يتم تسجيل أى زيادة انبعاثات الجسيمات الصلبة في الهواء أو الغازات للشركات المرتبطة علي الشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية خلال الفترة الأسابيع السابقة ويرجع ذلك للمتابعة المستمرة للشركات على مدار 24 ساعة.