الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيروسات وهموم العلماء ودور المواطن


اعتاد المتابعون للشأن العلمي على إبراز إنجازات العلماء والإشادة بها، لكن قليلا ما يتطرق أحدهم إلى دور المواطن في حل بعض المشاكل والتسبب في بعضها الآخر.
يبذل العلماء أقصى ما في وسعهم وتعطى لهم جوائز بملايين الدولارات كل عام، مثل جائزة نوبل العالمية وغيرها المحلي في معظم الدول، لمن يجيب عن سؤال ويساهم في تقدم البشرية، إلا أنه ولأسباب عدة، ما أن تنتهي مشكلة إلا ويلوح غيرها أصعب. 

المشاكل أمام العلماء كثيرة ومتشعبة، بعضها بسيط وربما مضحك، وبعضها خطير ومصيري.. من الأسئلة البسيطة والطريفة التي تحير العلماء ويمكن للمواطن أن يجيب عليها أيضا و"يربح المليون": لماذا يوجد شعر تحت الإبط عند الرجال والنساء وما فائدته؟.. وما فائدة عضلات تحريك الأذن عند بعض الناس؟ 
  
ثم تتعقد الأمور أكثر من قبيل: كيف تخزن الذاكرة في المخ وهو مادة شبه سائلة وليست صلبة كقرص الكمبيوتر؟ وكيف تتفاهم الخلايا و"تحترم" بعضها داخل الجسم في الظروف العادية ولماذا تنقلب فجأة على بعضها وتتسرطن، وكيف يمكن وقفها اذا حدث ذلك؟ وكيف لأصغر المخلوقات على الأرض وهو الفيروس أن يهاجم البشر فيمرضه أو ينهي حياته؟ وأكثر أمراض الفيروسات لا علاج لها..

ومن المشاكل البيئية المرعبة ارتفاع حرارة الأرض وشح المياه العذبة والتصحر، وتناقص أعداد النحل مع التوسع الكبير في استخدام المبيدات الحشرية حول العالم، وقدر بعض العلماء أنه لو مات كل النحل على الأرض سيموت كل البشر بعده بأربع سنوات فقط، ليس من قلة العسل، بل لأن النحل يقوم بتخصيب 75% من الزراعات ولن يجد الإنسان بعد ذلك ما يأكله، مع أنه هو السبب .

سنفرد ما بقي من مساحة المقال لإحدى المشاكل التي ذكرناها وهي الفيروسات ونتساءل: ماهو الفيروس وكيف يؤذي البشر، وما دور المواطن في التصدي له، خصوصا وأن فصل الشتاء يقترب والنزلات فيه تكثر، وإن كان نشاط الفيروسات لا تحده فصول.. 

الفيروس قطعة صغيرة من الحمض النووي مغلفة ببروتين، لا يرى بالعين المجردة ولا بالميكرسكوب الضوئي، ومن صغره يقاس بالنانومتر (جزء من المليون من المليمتر!)، واحتار العلماء في تصنيفه هل هو كائن حي أم لا، فهو ليس خلية كاملة كباقي المخلوقات، بل مادة وراثية قادرة على استنساخ نفسها داخل الخلايا الحية فقط، ولا أحد يعرف كم نوع من الفيروسات موجود حول العالم، ربما بالملايين، لكن حتى الآن تأكد العلماء من وجود وتصنيف 5000 نوع منها..

الفيروسات تهاجم الخلايا الحية في الإنسان والحيوان والنبات وحتى الحشرات. يخترق الفيروس خلايا المضيف ويندس في حمضها النووي ويوقف عملها ويرغمها على تسخير إمكانياتها لاستنساخ نفسه حتى تمتلئ به وتنفجر، ثم يتجه إلى غيرها وهكذا.. (تذكير: فيروسات الكمبيوتر برامجية ولا علاقة لها بالفيروسات الطبية، والتشابه في طريقة التخريب فقط).

من أشهر الأمراض التي تسببها الفيروسات: نزلات انفلونزا الإنسان والخنازير والطيور، الالتهاب الرئوي، التهاب السحايا، الفيروس المعوي، التهاب الكبد الوبائي بأنواعه الثلاثة المعروفة، فيروس الورم الحليمي المسبب للأمراض الجلدية وسرطان عنق الرحم، كذلك مرض الإيدز وعدد من الحميات، وتتهم الفيروسات أيضا بالتسبب في بعض سرطانات الدم (الليوكيميا).. وفي الحيوانات تسبب طاعون البقر والحمى القلاعية والحمى النزفية (الإيبولا) المهددة للإنسان، وفي النبات فيروسات التبغ والطماطم إلخ. 

المشكلة أن أغلب أمراض الفيروسات لا تستجيب للمضادات الحيوية ولا علاج لها إلا بعض الأمصال واللقاحات وقليل من الأدوية، منها ما يطبق حاليا للقضاء على فيروس الكبد (نوع سي) في مصر.

لكن ما الذي يمكن للمواطن أن يفعله لحماية نفسه وعائلته من خطر الفيروسات ؟ 

هناك الكثير الذي يمكن فعله: 1- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام وقبل تحضيره وبعد ملامسة الأماكن الملوثة واستخدام دورات المياه، فقد أكدت الأبحاث أن غسل اليدين يقلل انتشار الميكروبات المعدية بنسبة 70%. 2- تجنب لمس العين والأنف والفم باليد مباشرة لأنها أماكن حساسة وتلتقط الفيروسات بسهولة، فمن الممكن أن تكون اليد ملوثة وتقوم بنقل الفيروس إلى هذه المناطق. 3- استخدام المناديل الورقية عند العطس والتخلص منها في سلة المهملات، وفي حال عدم وجود منديل يفضل العطس على أعلى الذراع وليس على كف اليد. 4- الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص المصابين بالفيروسات المختلفة كالرشح والإنفلونزا، وتحاشي العناق والتقبيل، وعند زيارتهم يفضل ارتداء الكمامات لتقليل خطر انتقال الفيروس للشخص السليم، ونفس الاحتياطات عند زيارة المستشفيات وارتياد الأماكن المزدحمة. 5- استخدام مناشف وأدوات خاصة لتجنب انتشار الفيروسات وغيرها. 6- المحافظة على نظافة المنزل واستخدام المواد المعقمة باستمرار وخاصة دورة المياه والمطبخ وأماكن النوم. 7- غسل الفواكهة والخضروات جيدًا قبل تناولها، مع المحافظة على تناول غذاء صحي متوازن. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط