معبد كوم أمبو دائمًا ينشر الخير عبر العصور والأزمنة منذ إنشائه عام 180 ق.م
اكتشاف جديد لتمثال مصغر لأبو الهول
التمثال الجديد يعادل 70 سم ومصنوع من الحجر الرملي
معبد كوم أمبو التاريخى الموجود فى شمال مدينة كوم أمبو والتي تبعد بدورها بحوالي 45 كم شمال أسوان والذى تم إنشاؤه عام 180 ق. م.، لعبادة (سبك وحورس)، وتم إنشاؤه في عهد بطليموس السادس، وتم زخرفته في العصر الروماني زمن الإمبراطور تيبريوس من حيث التصميم والعمارة، وقد زينت جدران هذا المعبد بزخرفة مصرية صميمة، تمتاز بدقة صنعها وحسن انسجامها وبجمال ما فيها من التوازن بين شخصيات مناظرها وما حولها من النقوش الهيروغليفية التي تتمم هذه المناظر.
وهذا المعبد التاريخي رغم مرور هذه العصور والأزمنة، إلا أنه مازال يخرج لنا عن مكنوناته وخيراته من كنوز تاريخية ممثلة في معابد وقطع أثرية عديدة ليسطر معبد كوم أمبو تاريخ جديد يخلد ويضاف لتاريخه القديم لتتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل.
ويتأكد ذلك بما تم من إنجاز جديد داخل هذا الصرح المعماري الشامخ والذي تمثل في نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو صباح أمس الأحد فى اكتشاف تمثال مصغر مصنوع من الحجر الرملي لأبو الهول، وذلك فى الجهة الجنوبية الشرقية من المعبد بالمنطقة الواقعة بين السور الخارجى والتل الأثرى وهو نفس الموقع التى تم الكشف فيه منذ شهر على لوحتين من الحجر الرملي للملك بطليموس الخامس.
ومن جانبه أشار عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان، بأن البعثة ستستكمل دراساتها الأثرية اللازمة على التمثال المكتشف لمعرفة المزيد من المعلومات الأثرية والتاريخية عنه، وخاصة أن اللوحتين السابقتين ترجعان لعصر الملك بطليموس الخامس، ومصنوعتين من الحجر الرملى عليهم كتابات باللغة الهيروغليفية والديموطيقية، وقد تم نقلهما الأسبوع الماضى إلى المتحف القومى للحضارة المصرية فى الفسطاط للترميم وللدخول فى سيناريو العرض المتحفي له.
فيما أوضح أحمد سيد مدير آثار كوم أمبو، بأن الكشف الأثرى لتمثال مصغر لأبي الهول يرجع إلي العصر البطلمي، حيث لم يعثر على نقوش كتابية تدل على تحديد تاريخه الأثري بشكل دقيق، وأن حجم التمثال يعادل 70 سم مصنوع من الحجر الرملي وجاري فحص التمثال من قبل البعثة الأثرية للوقوف على تفاصيل أكثر عن تاريخه الأثرى.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع سحب المياه الجوفية من أسفل معبد كوم أمبو أدى إلى إكتشاف عدد من القطع الأثرية أثناء أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية، وهى أكبر مكاسب المشروع الذى ينفذه وزارة الإسكان ممثلة في الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.
وكان مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو بدأ فى شهر أغسطس من عام 2017، وتم الانتهاء منه بنهاية أغسطس الماضى من عام 2018 ، وبدأت في الأول من شهر سبتمبر الجاري فترة التشغيل يصحبها عام صيانة للموقع من جانب الشركة المنفذة للمشروع، وبعد ذلك يتم التسليم النهائي للمشروع.