قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«محمد صلاح».. لحظات سكون تسبق ثورة الفرعون

محمد صلاح
محمد صلاح
×

لم تكن تلك اللحظات بالإثارة التي تسبقها، ابننا في هذا التوقيت بدأ منطفئا على غير عادته، تتزلج الكرة هربا من تحت أقدامه كأنما أعلنت الخصام.. ماذا دهاك يابن النيل!

محمد صلاح لم يخسر فحسب، إنه حصل على إنذاره الأول وصام مبكرا عن التهديف في مباراتين متتاليتين في البطولة التي توج ملكا على عرشها في عامه الأول، بينما يتربص به الإنجليزي هاري كين لخطف صدارة الهدافين محليا، والأرجنتيني ميسي الذي لم يفوت الفرصة في الكلاسيكو للإبتعاد في الصدارة لخطف اللقب قاريا.

هل هو التذبذب والإرهاق البدني الطبيعي الذي يعتري اللاعبين كالعادة، أم أن صلاح لم ينته بعد من الموسم الأسطوري حتى أجرى على غير عادته مقابلتين مع الإعلام، ويدخل في اشتباك إداري مع اتحاد الكرة، ليفقد جزءا كبيرا من تركيزه قبل مواجهة تاريخية تمنحه رقما قياسيا عربيا لم يحققه سوى الجزائري الاستثنائي رابح ماجر.

صلاح كان على أعتاب التهديف في مباراة ستوك التي خرجت متعادلة على غير التوقعات، لكنه لم يحرز في 90 دقيقة، والتاريخ القريب جدا يذكر أن صلاح حل بديلا في نفس المباراة في الدور الأول من البطولة في الدقائق العشرة الأخيرة فأحرز هدفين.

صلاح كان الأسوأ في تقييم مباراة تشيلسي مساء أمس، فقد الكرة كثيرا، مررها بالخطأ أكثر، اختفى أكثر وأكثر، والتاريخ يذكر أنه في مثل هذه المباراة في الدور الأول كان صاحب الهدف في مرمى فريقه السابق الذي فضل عدم الإحتفال أمامه.

أما عن مباراة روما في نصف نهائي الشامبيوزليج، كان صلاح وديعًا أكثر من ذي قبل، اختفت أنيابه كأنما يعلن أن التهديف في الأولمبيكو تحت ناظري معلمه "توتي" خيانة عظمى.

الساحر الأكبر والفنان الأول، أبو تريكة ألقى باللوم على يورجن كلوب، معتبرا أن مدرب ليفربول غير موفق في إراحة اللاعبين وتوزيع الجهد البدني على المباريات.

والحقيقة أن نظرة أبو تريكة منطقية وعقلانية تتناسب مع مثلي من القلائل الذين يؤمون بأن صلاح لاعب من جنس بشري يسقط ويقوم، لكن المصريون قرروا عكس ذلك واعتبروه سوبرمان أوروبا، ولهم الحق في ذلك، صلاح أصبح أيقونة نجاح يحتفي بها الجميع.

جرعة الإحباط التي أصابت المصريين مؤخرا، لم تفقدهم الثقة في إمكانيات الفرعون، صلاح وحده كفيلا بأن ينشر الأحزان في مدريد، ويسقط التاج المتغطرس من على رأس الأسبان الذين احتكروا التتويج لسنوات ماضية.

صلاح المتوهج يبدو لنا في هذا الحلم عما قريب، مصطفا في ممر شرفي بينما يتلكأ رونالدو مبطئا في مشيته ينعكس في عينيه خضار العشب الذي لم يرفع رأسه عنه، قادما نحو ميدالية الوصيف.

هناك يقف صلاح شامخا كما رقم القميص الذي يرتديه 11 متقبلا التهاني تحت ضجيج غناء كييف لـ"مو"، وحدها تلك اللحظات ستعلن مولد نجم جديد على مسرح البالون دور.