الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إشكالية الذاكرة المصرية


كل يوم يمر يتضح مدى صدق جملة الأديب العالمي نجيب محفوظ، والتي كتبها وكررها في واحدة من اهم رواياته " أولاد حارتنا " حيث كتب يقول " آفة حارتنا النسيان " نعم النسيان مرض خطير وخاصة عندما يصل إلي ذاكراتنا الوطنية، والحقيقة فإن العديد منا يعاني من النسيان والأكثر صعوبة ومرارة في الاصابة بهذا المرض عندما ننسي أمورا حديثة وقريبة لم يمر عليها وقت كبير.

المؤكد أننا نسينا شكل الدولة المصرية عندما تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية وكيف تحول هذا الشكل والمضمون والواقع، كيف صارت وكيف كنا وكيف أصبحنا.

لقد نسينا بالفعل تلك الفترة بل أن البعض قد أسقطها من حساباته وتقديراته للموقف اليوم، نسينا مظاهرات الجماعة الارهابية كل جمعة وكيف كان الكثيرون منا لايخرجون من بيوتهم في هذا اليوم خوفا من همجية الجماعة الإرهابية، نسينا إنقطاع التيار الكهربائي المتكرر وإستهداف أبراج خطوط الكهرباء،نسينا محطات إنتج الكهرباء التي تمت في وقت قياسي، نسينا القضاء على أزمات البنزين والسولار، ونسينا قسوة وضراوة الهجوم الاعلامي الغربي وإستهدافه للدولة المصرية ووصفه لثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013 بالإنقلاب وهى الثورة التي نعلم جيدا كم كانت ثورة شعبية، نسينا أزمات العملة الصعبة، ونسينا إفتقادنا للأمن واقطع الطرق والسرقات بالإكراه، نسينا كيف تم تعليق عضوية جمهورية مصر العربية بالإتحاد الافريقي وكيف عادت الدولة المصرية بقوة ليس فقط لعضوية الإتحاد الإفريقي بل لترؤس هذا الإتحاد وبالإجماع، 

نسينا مشروعات الإسكان للقضاء على المناطق داهمة الخطورة بداية من الأسمرات وغيط العنب حتى تغيير شكل العاصمة المترهلة من خلال إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، نسينا المشروعات الإقتصادية المستقبلية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر قناة السويس الجديدة والإستزراع السمكي غليون البركة بكفر الشيخ بالإضافة إلى الاف المصانع المختلفة، 

نسينا عودة السياحة رغم تحديات الإرهاب المزمن، نسينا إنتظام الدراسة بمراحل التعليم المختلفة في المدارس والجامعات، مشروعات البترول والغاز، والمحاولات الجادة لتطوير منظومة التسليح المصري والتي من خلال أصبحت القوات المسلحة المصرية القوة العسكرية العاشرة على مستوى العالم، 

نسينا أو تجاهلنا البدء في العديد من المدن الجديدة مثل الإسماعيلية الجديدة والعلمين الجديدة واذا كانت آفة حارتنا النسيان فهل نخضع لهذه الافة الاثمة ولا نحاول ان ننشط ذاكرتنا خاصة وان هذه الانجازات وغيرها الكثير قائمة علي ارض الواقع تتحدي إعلام الاحباط الممول من دول تكره الدولة المصرية .وتعلن كراهيتها لها بكل وقاحة..

لماذا نجعل ذاكرتنا خاضعة لمواقع التواصل الاجتماعي التي تبث فينا اليأس المميت وتطفيء نور الامل الذى يقود لغد افضل، هل اصابنا الملل من الحديث الواقعي المتكرر عن مصير دول لم تستطيع الصمود اما مخططات التقسيم والإسقاط، 

إن النجاة من هذا المصير لم تكن فقط العقبة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بل أن بناء الدولة المصرية الحديثة وتعزيز قوتها على كافة الأصعدة كانت هى الشغل الشاغل له.

فإذا كانت تشعر بالملل يكفي أن تنظر الي الاخوة السوريين في جمهورية مصر العربية هولاء الذين جاءوا مغتربين مهجرين من اثر تدمير بلادهم. انظر بعمق لتجاربهم الناجحة في العمل لتدرك واقع الدولة المصرية المختلف ولتعرف فعلا ماذا فعل الرئيس في أقل من أربع سنوات، بذلك يمكن ان تعالج شر النسيان وتنجو من أثر اهل الشر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط