الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"حُب على الجبهة"


"مهنتي الشرف والمجد أجنيه.. وحب القلب للقلب يرضينا..قد قضيت في الأمن عدد سنين.. وكم قضينا عن الأرض مدافعينا..وكم قضيت هروبا من الموت.. وكم قضينا عن الموت باحثينا..نبحث عن الموت أينما وجد.. وفي الجنة مع إخوة سابقينا..من كان بلا عقيدة فليغادر.. حق عليك وأسأل المقاتلينا..الله أكبر للقلب طربا.. وذكر الله خير الحافظينا".

بتلك الكلمات لخص البطل الشهيد أحمد منسي في قصيده كتبها قبل أن ينال الشهادة مدافعا عن شرف بلده حالة خاصة من العشق الخاص والحب الموجود في قلب كل قائد وضابط وجندي بالقوات المسلحة المصرية خاصة في وقت استشعار الخطر على الوطن .

هي فعلا حالة خاصة من الحب لن تجدها سوى في قلب المقاتل المصري .. بل هو أسمى معاني العشق القائم على التضحية بالحياة من أجل الدفاع وحماية ناس قد يعرفها او لا يعرفها ...حب ليس له أي حسابات سوى القناعة بأن الشهادة غاية وشرف.

وحتى تعرف قيمة هذا الحب ..تخيل معي أن المقاتل يترك وراءه أولاده وأهله مغادرا الى جبهة القتال وهو مقتنع تماما أنها قد تكون المرة الاخيرة التي يراهم فيها . يفعل ذلك دون أن يتردد أو يقرر الانسحاب من المعركة المقدسة..تخيل معي أيضا كيف لمقاتل يرفض أن يحصل على إجازة أو مجند يستسمح قادته عدم إنهاء خدمته حتى يثأر لزميل له نال الشهادة ...تخيل أيضا أن هناك المئات من طلبات المجندين والضباط الذي يريدون أن يكونوا على خط القتال المباشر مع الارهاب في سيناء .

حالة الحب الموجودة على جبهة القتال يقف وراءها عقيدة راسخة للقوات المسلحة المصرية ومبادئ قائمة على أن التضحية من أجل الوطن هي واجب وشرف ، تلك المؤسسة العظيمة التي ينصر من ينال شرف الانضمام لصفوفها في تعاليمها دون أي فوارق على أساس ديني أو قبلي أو أي شيء.

المؤسسة التي تقدم شبابا وأبطالا يحملون كل هذا الحب لا يسعنا سوى ان نبادلها نفس الشعور وندعمها حتى لو بكلمة ولا ننجرف وراء من يريدون زرع الكراهية والغل اتجاهها ..يجب أن نعي جيدا حجم دورها الفدائي الذي على الأقل يجعلنا نحتفل بعيد الحب او "الفلانتين" في أمان ..وأن نحمد الله على نعمة الجيش الذي حفظ لنا وطنا نستطيع أن ننشر فيه الحب وليس الحرب.

ولا أجد أفضل من كلمات العشق للوطن المحفورة في قلب كل مقاتل لتكون ختاما لسطور المقال ..وهي أبيات من قصيدة ألقاها المجند رأفت محمد أمام رجال الجيش في أحد لقاءات القادة بالمقاتلين ...والتي قال فيها : "خلينى يا فندم أنول الشرف وأحكى حب أبويا لبلده .. دا أكتر واحد شايفه عرف حب بلده أكتر من ولده... كان بيقولى حب بلدك حبها أكتر من ولادك .. على عدوك كن شديد أوعى تظهر له حبك .. حتى لو مت شهيد ما تغلى أبدا على ربك ".

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط