الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أجري على الله


خرجت الإعلامية لميس الحديدى، على الجمهور بمقدمة نارية، وقالت أجري على الله، وانتقدت بشكل واضح وصريح آداء الدولة المصرية ودوائر صنع القرار، أشارت بشكل ملفت إلى أن القرارات التي يتم إتخاذها لا يتم دراسة تأثيرها سياسيا، وأنه ليس هناك حياة سياسية فى الدولة المصرية، مؤكدة إلى أنه يوجد غياب أو تغييب للسياسة في جمهورية مصرالعربية، نحن عاملنا السياسة بتدني وأنه يتم إلصاق تهمة العمالة لكل من يعمل بالسياسة ويتم إنتقاده بشدة.

 وأشارت لعدم وجود رئيس وزراء سياسي أو وزراء سياسيين وكذلك عدم وجود مستشاريين سياسيين لرئيس الجمهورية، لافتة لوجود رغبة في إسكات الصوت الآخر من بعض الأجهزة وخوف وقلق من أي حديث في السياسة.

الحقيقة أن كلام الإعلامية يبدو منطقيا لو أن الدولة المصرية تمر بظروف عادية، لا يؤرقها سوى السعى لخلق تنوع ديموقراطى يتنافس في سياقه المرشحين على رؤى ومشروعات إنتخابية حقيقية كنتاج طبيعي للمشروعات الحزبية والسياسية التي تخلق قادة وطنيون.

 لكن الحقيقة أن الرئيس تولى رئاسة الدولة المصرية فى ظرف استثنائي خاص وقاد بمفرده سفينة الوطن دون مساعدة أو دعم ممن ينتقدون صنع القرار، بل حتى أنهم عند تقديمهم للمساعدة وإصدار رسائل التأييد يقوموا بذلك بطريقة تضر الدولة ولا تفيد.

وانتشل الرئيس الدولة المصرية بدعم مباشر من الشعب المصري العادي والبسيط من السقوط فى بئر لا قرار له وليس من النخب، كان أعداء الدولة يسعون سعيا حثيثا للزج بها فيه، يدفعون من المال والرشاوى السياسية ما لا طاقة لأحد به.

جاء الرئيس ووعد المواطنين بأنه سيبني الدولة المصرية الحديثة وطالب النخب السياسية والإعلامية مرات عديدة بأن يؤدا الأدوار الداعمة للدولة المصرية ومشروعها دون التبارى فى دعاية لشخصه ورفض الرئيس تأسيس حزب سياسى، من أجل تجميل الصورة، وإختار أن تضخ كل تبرعات وطاقات داعميه، كبارا وصغارا لتربية كوادر شابة، ومشروعات قومية، تصلح وتساهم فى تخفيف وطأة الإصلاحات الإقتصادية على الفئات الأكثر هشاشة، والأفقر، والأكثر حاجة للدعم، هؤلاء الذين لم تمتد لهم مظلة الدعم الحكومة التقليدية طيلة حياتهم.

نعم، رفض الرئيس تسييس نفسه، والدخول فى موائمات، كان يمكن أن تضيف لشعبيته جماهير عريضة، من السادة منظرى مواقع التواصل افجتماعي والبرامج التليفزيونية المختلفة مقابل تأجيل خطير لعملية الإصلاح الاقتصادى، واختار أن يضع يحارب كمقاتل بشاجعة لم يجرؤا أخرون على إتخاذ قرارات بذات النهج الإصلاحي المباشر لضمان بناء دولة مستقلة لأجيال قادمة، وربما نحن عاجزون الآن عن الشعور بهذا التغيير، لكنه آت، ويوما ما سيدرك المجتمع قيمة هذا الخيار الأخلاقى.

كان من السهل أن ينشئ الرئيس حزبا سياسيا يخوض الانتخابات، وأن يترك المجال مفتوحا أمام فوضى المرشحين الممولين والمأجورين، يتلاعبون بأهواء المجتمع ويستغلون المواسم الانتخابية.

إن العمل السياسى الجاد، والمحترم متاح أمام الجميع، ولم يعترض أحد طريقه، لأنه ليس هناك ما يخشاه أصحابه، لكن بكل أسف تعانى النخب السياسية فى الدولة المصرية فسادا لا يقل عن فساد الجهاز الإدارى، والذى كافح ضده الرئيس وأعطى سلطات واسعة لأجهزة الرقابة.

إنني أعلم جيدا أن هذه المواجهة ستقابل بهجوم ضارى لأنه لا يتفق مع هوى المغرضين، لكن المؤكد أن الدولة المصرية تعاني قصورا حادا فى الحياة السياسية الحقيقية وليست الزائفة التي يحاول البعض الترويج لها والتأكيد على انه يتعرض للمضايقات على الرغم من أن أحدا لا يعرفه. إننا يجب أن نبحث عن قادة وطنيون وحقيقيون لا يتاجرون بهموم البسطاء.

لقد اعتادت مؤسسات المجتمع المدنى تفصيل التوجيه بناء على رغبات الممولين، لا على الاحتياجات السياسية القائمة للمواطنين، وتفضيلاتهم.

نحن بحاجة لدعم مشروع الدولة بشكل حقيقي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط