الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعض "الكاجول" لن يضر


اشتعلت صفحات السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية المحلية والعربية والدولية خلال الساعات الماضية بالنشر والتعليقات على صور وفيديوهات الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي وهما يتجولان بأحد المولات التجارية بأبوظبي بشكل غير رسمي أو بروتوكولي يعكس حجم الود والعلاقات الطيبة على مستوى الدولتين.

ورغم حجم الحفاوة الرسمية من جانب سلطنة عمان والامارات في إستقبال الرئيس المصري خلال جولته التي استمرت عدة أيام، إلا أن الصورة "غير التقليدية" للرئيس المصري وولي عهد أبوظبي بأحد المراكز التجارية ، يجب أن نتوقف عندها قليلا وعند دلالاتها بخلاف أنها تظهر حجم وطبيعة العلاقات بين مصر والإمارات والتقدير الخاص للقيادة السياسية المصرية.

تخيل معي حجم الترويج السياحي والسياسي الذي حصلت عليه الامارات بظهور تلك المشاهد وتداولها على نطاق واسع ، وظهور الدولة الشقيقة في صورة الوطن الآمن الذي يسمح بجولة تضم واحد من كبار زعماء العالم وهو الرئيس السيسي بالتجول بهذا الشكل داخل أحد المراكز التجارية.

ظهور الرئيس السيسي بملابسه غير الرسمية (الكاجول) والحالة التي ظهر فيها مع "بن زايد" أثناء الجولة من ود تعكس قدرا كبيرا من الحميمية والصداقة والاحترام المتبادل يفوق بكثير كل "الرسميات" ..ويوجه "لكمة" قاضية لكل من حاول الصيد في الماء العكر خلال الأيام الماضية بمحاولة نشر شائعات بأن العلاقات بين البلدين قد أصابتها بعض "الخلافات" ..وهي شائعة من ضمن آلاف الشائعات التي بدأت تنتشر بكثافة خاصة بالمزامنة مع إعلان السيسي ترشحه لولاية ثانية لرئاسة مصر.

"شوف الدول والمسئولين فيها بيعملوا إيه ...مش زي عندنا"...مثل هذا التعليق على الجولة لم تسلم منه أي صورة أو فيديو تم نشره لها في محاولة لتقليل البعض من الأمر، والغريب أن مروجي مثل تلك الكلمات التي بالطبع يقصدون منها "الإسقاط" على مصر، هم أنفسهم الذين يهاجمون ليلا ونهارا أبناء الأسرة الحاكمة في الدولة الشقيقة بسبب دعمها للشعب المصري، وهم أنفسهم الذين يخرجون علينا "بالتنكيت والتعليقات السخيفة الفارغة" عندما قام ويقوم السيسي بالتحرر من البروتوكولات سواء (مثلا) بحرصه على "التريض" بالدراجة في شوارع القاهرة والتواصل مع المواطن بشكل غير مرتب أو الحديث مع الأجانب بعيدا عن الترتيبات، وهو ما حدث مثلا خلال منتدى شباب العالم بشرم الشيخ نهاية العام الماضي ...وغيرها من أفعال الخروج من "الرسميات".

الخلاصة...وبعيدا عن أصحاب نظرية "خُلقت لأعترض" الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ...فإن بعض من كسر "البروتوكول" وظهور الرئيس من وقت لآخر بـ"الكاجول" لن يضر ، بل الفائدة أعظم بكثير ، ولكن المهم هو الترويج "الصح" للأمر وبشكل علمي ومدروس كما يحدث في دول كثيرة، وهو أمر لا يشوبه أي "عيب" ، لأن الفائدة التي تعود على "الدولة" بشكل عام ستكون أكبر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط