الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب ضد الإرهاب


مع احتدام القتال فى اليمن وسط عمليات التهريب المستمرة للسلاح المتطور والصواريخ متوسطة المدى الحديثة، واستهداف دول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية فى حرب شبه اقليمية، نتيجة صراع عالمي على السيادة وعلى مصادر الطاقة التقليدية فى العالم "النفط والغاز"، وبعد حادث سفينة المتفجرات التى خرجت من تركيا متوجهة إلى ليبيا وهتى تحمل شحنة متفجرات تعادل الشحنة التى استخدمت فى أكبر تفجير غير نووى فى تاريخ البشرية؛

أصبح بامكاننا الآن أن نقول أن المنطقة أصبحت منقسمة بين ثلاثة أقسام رئيسية الأولى هى تحالف الحرب ضد الإرهاب والذى تقوده كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومجموعة الدول الخليجية المستقرة، وهو رد فعل على التحالف المضاد له والداعم للارهاب والمتمثلة أطرافه في دول قطر وتركيا وايران، والمجموعة الثالثة هى تلك الدول الواقعة ضحية الإرهاب الأسود والتى تدار المعركة على أرضها بشكل مباشر وهى سوريا واليمن وليبيا والعراق.

هذه المجموعة الأخيرة التى يدفعه شعوبها ثمن هذه الحرب، منقسمة بين أكثر من جهة، ويبقى بينهم على الأقل جهة واحدة تسعى للاستقرار وحقن الدماء ومحاولة إعادة الأعمار، واستقرار أوضاع الأسر التى هجرت أرضها ومنازلها، وفي القلب منهم القات المسلحة الليبية. ولكن دول تحالف الحرب على الإرهاب والجبهات المتضامنة معها فى الدول المشتعلة، حتى الآن تواجه هذا الإرهاب منفردة فليس هناك ايا من القوى العالمية الكبرى سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسى تدعم هذه الجهود، ومن ناحية الشكل يبدو أن طيران التحالف الدولى ضد داعش قد ساهم فى حصار عناصر التنظيم الإرهابي فى العراق وأجزاء من سوريا، الا أن التحالف نفسه لم يتخذ أى خطوات فى معركة اليمن أو ليبيا، بل أنه لا يزال يحافظ على منطقة يحتمى بها جزء من الإرهابيين فى سوريا بهدف المساومة على هذه المنطقة، عندما يحين موعد الجلوس على مائدة المفاوضات، للبدء فى عملية سياسية لاستقرار سوريا.

وحتى لا يتم الفهم على خلاف المرجو منها فلا يعنى الإشارة إلى أن تحالف الحرب على الإرهاب يعمل منفردا أنه الأضعف ولكنه الأقدر على الانتصار لكل سوري وعراقي ويمنى وليبي وفلسطينى خرج من داره مكروبا يبحث عن حقه فى أن يظل حيا ويسعى للحفاظ على حياة أسرته، كل أسرة كانت تطمح فى تعليم جيد لأبنائها ومستوى أفضل من المعيشة والخدمات.

وذلك لا لشئ إلا أن هذا التحالف هو الذى يقف فى جانب الحق والخير والعيش والجمال.

المؤكد أننا فى يوم ما سنشهد عودة كل المهاجرين إلى وطنهم يعمرون منازلهم يشاركون فى تنمية وطنهم، وأن يستعيدوا شعورهم بالانتماء لأرضهم مرة اخرى، وأتمنى أن تعى الاجيال الجديدة التى قدر لها أن يتم ميلادها فى الشتات المجهود الجبار والدور المهم الذى قامت به شعوب وحكومات دول أخرى ليعودوا لأوطانهم مرة أخرى، حفاظا على حقوقهم وكرامتهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط