الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجيش والقارة السمراء


- "عليكم بالتفاني في تنفيذ المهام، وأن تكونوا قدوة في الانضباط والالتزام والعمل بكل أمانة وشرف، والتمسك بالقيم والمبادئ الأصيلة للعسكرية المصرية".

-"تمام يا فندم".


بين هذا التكليف والرد عليه ، يكون دائما هناك مهمة جديدة لرجالنا من القوات المسلحة المصرية ، تعليمات وتكليفات تخرج من القيادة العامة للقوات للتأكيد على عقيدة الجيش ومبادئه.

المهمة التي أريد أن أرصدها في السطور التالية ... والتي ينفذنا جيشنا منذ فترة طويلة (دون ضجيج او انتظار شكر او تسليط الضوء من احد على هذا الجهد) ، هي مهمة المشاركة في حفظ السلام وفض النزاعات بدول القارة الافريقية (وهي مهمة تعاونه فيها الشرطة المدنية) ، تلك المهمة التي لم تتوانى القيادة العامة في القيام بها بدوافع من نشر السلام والحفاظ على البعد والعمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري ، وهي مبادئ أصيلة من عقيدة القوات المسلحة المصرية.

الجيش المصري وهو سابع أكبر مساهم في قوات حفظ السلام تتركز مشاركاته بالشكر الاكبر في القارة الافريقية حيث كانت أول مساهمة مصرية في عمليات حفظ السلام في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين ساهمت مصر في 37 مهمة لحفظ السلام بمشاركة 30 ألف من جنودها وضباطها، تم نشرهم في 24 دولة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، كما قدمت مصر أرواح 28 من أبنائها من أجل تحقيق السلام.

وفي الصومال كانت القوات المصرية موجودة بعدد واحد كتيبة مشاة ميكانيكي بحجم 240 فردًا في الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993 زاد بعد ذلك حجم القوات المشاركة في الفترة من مايو 1993 وحتى فبراير 1995 إلى 1680 فردًا مكونة من قيادة لواء و3 كتائب مشاة ميكانيكي أوكل إليها حماية مطار مقديشيو وتدريب عناصر الشرطة الصومالية.، وتواجدت قواتنا أفريقيا الوسطى في الفترة من يونيو 1998 وحتى مارس 2000 بعدد سرية مشاة ميكانيكي قوامها 125 فردًا ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فردًا وذلك ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام.

وشاركت مصر بعدد 28 مراقبا عسكريا في انجولا على فترات متباعدة خلال الفترة من 1991 وحتى 1999، وفي موزمبيق بعدد 20 مراقبًا عسكريًا خلال الفترة من فبراير 1993 وحتى يونيو 1995، وفي ليبيريا بعدد 15 مراقبًا عسكريًا خلال الفترة من ديسمبر 1993 وحتى سبتمبر 1997، ورواندا بعدد 10 مراقبين عسكريين، وجزر القمر بعدد 3 مراقبين خلال الفترة من 1997 وحتى 1999.

شاركت قواتنا ايضا بحفظ السلام في سيراليون وفض النزاعات بالصحراء الغربية ، ولدينا قوات الان ايضا في ليبيريا بعدد 8 مراقبين عسكريين منذ ديسمبر 2003، وفي بوروندي بعدد 2 مراقبين عسكريين.

وشاركت القوات في مساعدة الأطراف الإيفوارية (في كودي فوار" على تنفيذ اتفاق السلام الموقع بينهما في يناير 2003، وإنهاء الحرب الأهلية، وفي إقليم دارفور بالسودان شاركت بـ 34 مراقبا عسكريا وقد تم المشاركة بقادة لاول مرة عام 2014 لقطاع شمال دارفور بالاضافة إلى ثلاثة ضباط هيئة قادة منذ أغسطس 2004 وذلك ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الأفريقي بدارفور، هذا بخلاف المشاركة ببعثة الأمم المتحدة بالسودان التي تقدر بعدد 1046 فردًا.

ما سبق ليس كل ما ساهمت وتساهم فيه القوات المسلحة المصرية لنشر السلام في القارة السمراء والتي استشهد من رجالها 28 مقاتلا خلال عمل رجالنا في مهمتهم المقدسة ، ولكن هناك مشاركة فعالة من الجيش لتدريب عناصر الجيوش الافريقية سواء تدريبات عملية او نظرية وأكاديمية للمساهمة في تأسيس جيوش قوية تحافظ على بلدانها.

خلاصة القول...الجيش المصري لم ولن يغفل أبدا اي فرصة لنشر الاستقرار ...فهو جيش سلام وليس جيش عداء ...جيش له عقيدته الراسخة التي لا يتنازل عنها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط