الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مناورات الجيش


استهل رجل القوات المسلحة العام الجديد بواحد من أهم التدريبات والمناورات بالذخيرة الحية، حيث نفذ الجيش الثاني الميداني وكان ذلك يوم 2 يناير الجاري المشروع التكتيكي والرماية بالذخيرة الحية "مجد 25.

وبنظرة عامة فقد نفذت القوات المسلحة خلال العام الماضي وبداية الايام الاولى من العام الجديد (2018) على سبيل المثال لا الحصر 5 مناورات كبرى (على مستوى الجيوش والمناطق العسكرية) علاوة على 8 مناورات هامة مع دول اخرى، وكل مناورة منها لها أهدافها المحددة التي تصب في إطار رفع الكفاءة القتالية لرجال ومعدات الجيش.

التدريبات التي نفذتها القوات المسلحة (الداخلية او مع الدول الاخرى ) خلال الـ13 شهرا الماضية ، برصدها يتضح أنها ذات دلالات وأهمية مختلفة في ظل الظروف التي عاشتها وتعيشها مصر او بسبب تطور الاوضاع في المنطقة والعالم ايضا وكذلك تغيرات المعادلات على مستوى الابعاد الاستراتيجية للامن القومي المصري.

فعلى صعيد التدريبات الداخلية على مستوى جيوش ومناطق القوات المسلحة يمكن القول أن المناورات تركزت بشكل كبير على النطاق الشرقي (سيناء) والغربي (على الحدود مع ليبيا) وهما النطاقين اللذان يمثلان التهديد الاكبر على الأمن القومي المصري ، ولذلك تم تنفيذ أكثر من مناورة من رجال الجيش الثاني والثالث الميداني (المسئولان بشكل مباشر على فرض السيطرة الامنة على سيناء) علاوة على تنفيذ مناورتين بنطاق المنطقة الغربية العسكرية للتدريب على ردع أي محاولات لاستغلال الحدود مع ليبيا وخلق بؤر توتر جديدة بصحراء مصر الغربية ، وبذلك فقد نفذت قواتنا ما يسمى بعملية "الكماشة" من الغرب والشرق لصد اي محاولات عدائية على مناطق الحدود.

التدريبات شملت وبشكل واسع كيفية التعامل مع بؤر الارهاب حتى لو سيطرو على قرية او نطاق جغرافي واسع وهو ما يعكس مدى كفاءة الجيش المصري في حرمان الارهاب من السيطرة او التواجد في اي نطاق جغرافي محدد كما حدث ويحدث في دول اخرى.

شهدت التدريبات كذلك كيفية التعامل مع الاخطار البحرية وتأمين الثروات في المياة الاقليمية المصرية خاصة في ظل الاكتشافات البترولية الجديدة في نطاق البحر الاحمر والمتوسط، وقد نجحت القوات بالفعل في حرمان الدول العدائية من استخدام البحر لتصدير الارهاب الى مصر او محاولات استهداف المنصات الاقتصادية للدولة المصرية في مياهها الاقليمية.

التدريبات الداخلية كذلك عكست مدى استيعاب رجال الجيش للأسلحة الحديثة التي حصلت عليها مصر خلال الفترة الاخيرة سواء اسلحة جوية او بحرية او برية ، وبالتالي انعكس على تشجيع دول عديدة لعقد مزيد من الصفقات مع مصر لتوفير احدث الاسلحة للقوات المسلحة.

تعكس تلك التدريبات كذلك مدى الجاهزية للجنود (الذين على قوة الاحتياط) ومدى قدرة الجيش في اشراكهم في مثل تلك التدريبات في وقت ومستوى فائق الدقة.

وعلى الصعيد الاخر وفيما يتعلق بالمناورات مع الدول الاخرى ، فأهمية ودلالالة تلك التدريبات لا يمكن التطرق اليها سوى بالاشارة الى الدول التي حرصت خلال الفترة الماضية على اقامة تدريبات مع مصر والتي تمثلت في دول (أمريكا، روسيا ، اليونان، السعودية، فرنسا، الاردن ، البحرين، الامارات ) وهي دول لها ثقلها العسكري على مستوى العالم وعلى مستوى منطقة الشرق الاوسط.

وتمثلت أهمية ودلالات تلك التدريبات في عدة نقاط منها التدريب على كيفية مواجهة الارهاب خارج الحدود ، وكيفية تنفيذ مهام عسكرية بمناطق جغرافية مختلفة ، كذلك تبادل الخبرات على مستوى طرق القتال وأشكال التسليح.

تمثلت اهمية التدريبات كذلك على العمل المشترك لتأمين النطاق البحرية المصري من ناحية البحر الاحمر والمتوسط لتفويت الفرصة على اي دول عدائية قد تعمل على تشكيل تهديد للامن القومي المصري من خلال البحر ، علاوة على فرض السيطرة على مياة البحر الاحمر من خلال التدريبات المشتركة مع السعودية لضمان التصدي لاي دولة تحاول استغلال مياه البحر في تهديد الملاحة بقناة السويس او السيطرة على باب المندب وغير ذلك.

التدريبات المشتركة مع روسيا كذلك والتي تمثلت في مانورة مشتركة على مستوى قوات المظلات كانت لها اهمية كبرى بسبب ما تفرضه الحروب الحديثة والدور القوى لقوات المظلات لمواجهة الارهاب الذي يتخذ المناطق السكنية دروعا له ، وفي نفس الاطار جاءت التدريبات مع دول خليجية مثل الامارات والبحرين للتأكيد على سياسة مصر اتجاه الخليج والتي تقوم على مبدأ أن أمن الخليج هو من أمن مصر والعكس.

كان العام الماضي شاهدا أيضا على واحد من أكبر التدريبات العسكرية على مستوى العالم وهو تدريب النجم الساطع مع الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة عدد من الدول الاخرى والذي عاد بعد انقطاع دام 9 سنوات ، وهو ما يدل على تقدير دول العالم لمكانة الجيش المصري والاعتراف بنجاحه في فرض هيبة الدولة والحفاظ على قوامه رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الدولة.

الخلاصة ...يمكن القول أن لمصر "درع وسيف" حقا وهو جيش لا يتهاون أو يغفل عن حماية الشعب ومقدسات الدولة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط