الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«المنسي وكمال».. وصديقهما الصقر


هبط الصقر على أحد جدران الكتيبة ونظر إلى ساحة التدريب مفتشا في وجوه الأبطال.. باحثا عن صديقه.. ناظرا إلى عيون زملائه فلم يجد فيها سوى لمحات الحزن الممزوجة بالعزيمة والجسارة والإصرار.

تمنى الصقر في هذه اللحظة أن يكون له لسانا ناطقا ليسأل أفراد الكتيبة "أين الرائد وائل كمال؟"، هل ستطول غيبته مثلما طالت غيبة صديقي وحبيبي "العقيد أحمد المنسي؟"، "من سيداعبني ويعطيني القوة والإصرار من عينهما كما كان يفعل المنسي وكمال؟"، وبعد انتهاء التدريب وجد الصقر نفسه محاطا بعشرات الأبطال من زملاء وأصدقاء المنسي وكمال ينظرون إليه وأعينهم مليئة بالدموع وكأنهم يشتمون فيه "الصقر" رائحة "الغاليين"، وبدا المشهد وكأنهم يقدمون التعازي لـ"الصقر" ويعدونه بأنهم لن يهدأ لهم بال سوى بعد أخذ الثأر.

طرق "الصقر" هواء سيناء بجناحيه مرتفعا إلى أعلى نقطة في السماء وكأنه يريد أن يصل إلى صديقيه، بعدما تيقن أنه لن يراهما على رمال أرض الفيروز مرة أخرى، وتعالت صيحاته وسط مراقبة أصدقاء المنسي وكمال له، حتى هبط نحوهم مرة أخرى كما لو أنه عاد برسالة من صديقيه وصديقهما وأخذ يتنقل بين أكتاف وأيادي الأبطال ولسان حاله يقول: "كلكم منسي وكمال"، فتبسم له أصدقاؤه الجدد وأخذو يرددون شعارهم اليومي ممزوجا بصيحات صديقهم الصقر: "تضحية.. فداء.. مجد".

ما سبق قد يراه البعض مشهد تخيليا، وقد يرى آخرون أنه الحقيقة بعينها، ولكن يبقى اليقين هو في الصقر نفسه الذي لا يزال محلقا في سماء سيناء، ويقين آخر هو استشهاد 2 من خيرة رجال قواتنا المسلحة هما الشهيد أحمد المنسي في شهر يوليو الماضي والشهيد وائل كمال الذي لحق بصديقه وأستاذه حبيبه "المنسي" الأسبوع الماضي.

اليقين الثالث هو أن هناك آلاف "المنسي وكمال" الذين يضعون أرواحهم على أكفهم استعدادا لنفس المصير في سبيل حماية الوطن وكل حبة رمل من أرضه الطاهرة، والدليل الساطع هو قصة استشهاد البطل وائل كمال نفسه الذي كتب وصيته منذ أن بدأ العمل فى شمال سيناء، وبعد استشهاد قائده المقدم أحمد منسى، أضاف إليها أن يتم دفنه لو استشهد إلى جوار «منسى» فى المقبرة نفسها.

اليقين الرابع، هو أن رجال قواتنا المسلحة لن يتركوا أرض وطننا ووطنهم أيضا مباحة لأي مخطط شيطاني يحاول تهديد استقراها بأي شكل من الأشكال، فكل جندي وضابط وقائد في جيشنا يحمل في قلبة وجوارحه شجاعة المنسي الذي كان يتمنى الشهادة أيضا مثلما نالها قائده قبله (العقيد رامي حسانين)، يحمل كل فرد من أبطالنا أيضا نفس الحلم الذي تمناه وائل كمال لنفسه بأن يكون بجوار قائده الشهيد.

وبينما يقف رجالنا على كل "شبر" في سيناء مستعدون للموت والشهادة من أجل حماية الأرض، تكتمل منظومة محاربة قوى الشر، تكتمل بالتنمية، التنمية التي من ثمارها ما يقوم به رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي اليوم، السبت 23 ديسمبر، من افتتاحات لمشروعات جديدة من شأنها أن تنقل أرض الفيروز إلى المكانة التي تستحقها ليشعر كل مصري أن دماء شهدائه لم تذهب هباءً، بل كانت من أجل أن تكون سيناء هي أرض الرخاء والاستقرار والتنمية.

أنا على اقتناع تام وثقة لا حدود لها أن الانتصار على الإرهاب ودحر قوى الشر بلا رجعة سيأتي لا محالة، فدولة رجال جيشها وشرطتها كل حلمهم هو الشهادة من أجل استقرار بلادهم، وتحركات قيادة سياسية واعية بأهمية التنمية واتخذت خطوات فعلية من أجلها دون شعارات كنا نسمعها منذ ولادتنا، هي دولة نصر إن شاء الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط