الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجيش.. ونجاح جديد "ثلاثي الأبعاد"


خطوة جديدة ..نجاح جديد..إنطلاقة إستراتيجية مهمة ...تلك التي افصحت عنها قواتنا المسلحة وإعلانها عن تأسيس تحالف وتعاون عسكري ثلاثي مع قبرص واليونان، الأمر الذي من شأنه أن يرسخ عبقرية القيادة السياسية والعسكرية لتحصين مصر ضد أي مخاطر ..القريبة منها والبعيدة.

فقد عاد الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والوفد المرافق له إلى القاهرة أمس الجمعة بعد إنتهاء زيارته الرسمية إلى العاصمة القبرصية نقوسيا والتي استمرت عدة أيام تلبيه لدعوة من كرسيتفروس فوكايدس وزير الدفاع القبرصى .

وشهدت فاعليات الزيارة عقد إجتماع ثلاثى لوزراء دفاع دول قبرص ومصر واليونان،إستعرض خلاله التهديدات بمنطقة الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بالأزمات والصراعات المسلحة ونشاط الجماعات .

وشهدت الزيارة الناجحة العديد من الفاعليات والنتائج ، ولكن أجد أبرزها هي تأسيس آلية ثلاثية للتعاون العسكرى لزيادة التدريبات المشتركة للدول الثلاث (مصر –اليونان –قبرص) فى مجالات الدفاع ونقل وتبادل الخبرات العسكرية والتدريبية فى العديد من المجالات.

ومن خلال قراءة تطور العلاقات بين الدول الثلاث وفي ضوء نتائج الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الدفاع فمن المتوقع أن يشهد التعاون الثلاثي طفرة كبيرة وستتمثل في تطوير التدريب البحري الجوي (ميدوزا) الذي تنفذه مصر واليونان بالفعل ، وذلك بعد اشتراك وانضمام قبرص له العام المقبل.

التصنيع العسكري سيكون أيضا متواجدا بقوة في إطار التحالف والتعاون الجديد خاصة أن مصر واليونان إتخذا خطوات في هذا النحو من قبل من خلال عقد منتدى مشترك للصناعات العسكرية وهو الأمر الذي قد يتم تفعيله على أرض الواقع ودخول قبرص طرفا ثالثا فيه.

بسبب الترابط الاستراتيجي والاهداف الأمنية المشتركة للدول الثلاث ، سوف يكون هناك تعاونا معلوماتيا بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.

وتبرز أهمية هذا التعاون الجديد في أنه ومع إنحصار الارهاب في أكثر من دولة بالمنطقة (الشرق الأوسط) لن يجد العناصر الارهابية والدول الداعمه لهم سوى البحر لضمان نقلهم الى أماكن ودول اخرى ، وبالتالي ففرض السيطرة على المياة الاقليمية المصرية بالبحر الابيض المتوسط والتنسيق مع الدول المشتركة في تلك الحدود من شأنة حماية الامن القومي ليس لمصر فقط بل للدول الثلاث من محاولات الدفع بالارهاب اليها.

الاكتشافات البترولية في مياه البحر المتوسطة واخرها "حقل ظهر" داخل المياه الاقليمية المصرية يتطلب أيضا تأمينا على أعلى مستوى سواء من الجانب المصري او بالتعاون مع الدول المتاخمة بحريا (قبرص واليونان).

إمتلاك مصر مؤخرا عددا من الاسلحة البحرية الثقيلة ومنها حاملتي الطائرات من طراز ميسترال والغواصة الالمانية ، يستدعي كذلك وجود تنسيق مشترك مع دول الجوار لحماية الوحدات البحرية (في الدول الثلاث) من اية عدائيات محتملة.

التعاون المشترك هو رسالة ردع لأي دولة تحاول أن تهدد مصر وتسعى لزعزعة الاستقرار فيها ولا يوجد منفذ لها حاليا سوى البحر لتنفيذ مخططها، وبالتالي فالتعاون الثلاثي سيذيد من القوة الرادعة لمصر ضد الأخطار.

نجاحات الجيش المصري في توطيد العلاقات مع المدارس العسكرية المختلفة دون الاعتماد على "مدرسة واحدة" دفع قبرص واليونان الى الحرص على وجود مثل هذا التعاون ، للاستفادة أيضا بالخبرة المصرية في مجالات التأمين الاستراتيجي للحدود ومواجهة المخاطر الداخلية والخارجية.

في النهاية..لا يسعنا سوى أن نرفع "القبعة" لجهود وتحركات قواتنا المسلحة ...التي لا تعمل سوى لتحقيق هدفها الأول وهو مصلحة مصر وشعب مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط