شرح الشيخ محمد متولى الشعراوى، فى تفسيره لكتاب الله، قوله تعالى "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ".
وقال الشيخ الشعراوى -رحمه الله- إنه ورد فى كتاب اليهود أنهم سيفسدون فى الأرض مرتين وهذا ماحدث بالفعل، منوها أن المسلمين إذا تخلفوا عن عباد الله فستعود الكرة لبنى اسرائيل، منوها أننا نعيش الآن الحالة التى تنطبق عليها الآية "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ".
وأوضح أن هذه الكرة ستنتهى حينما نعود ثانية عبادا لله، فإن شاء المسلمين أطالوها وإن شاءوا قصروها، وعلى المسلمين أن يأخذوا الأمر على أنه أمر دينى وليس أمرا عربيا أو سياسيا، وذلك لا يكون إلا إذا كنا جميعا عبادا لله فإذا كنا كذلك فلن يتمكنوا منا، فالله إذا تكلم فى قضية قرآنية فلابد أن تأتى القضية الكونية مصدقة لها.
وأشار إلى أن الكرة التى أتت لليهود سيتخرج المسلمين من المسجد، ولكن سيأتى وعد الآخرة وسيدخل المسلمون مسجدهم مرة أخرى مصداقا لوعد الله، منوها أن المسلمون الآن فى انتظار تحقق قوله تعالى "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" وهذا لن يكون إلا بإرادة المسلمون وبعودتهم عبادا لله مرة أخرى.