حمام الشرايبي الأثري "مالوش صاحب" والإهمال حوله لـ"مقلب قمامة" .. صور
كشف الباحث الأثري يوسف أسامة عن وجود أثر مهمل، وهو حمام الشرايبي في شارع الشرايبي المتفرع من شارع الفحامين بالغورية، والذي تعرض للإهمال لعشرات السنين، ما أدي لدمار زخارف الحمام من الداخل وتساقط وتهدم أجزاء منه، ناهيك عن تلال القمامة التي ملأته وتكاد تمحو معالمه الأثرية والتاريخية.
ورغم أن الحمام مسجل عام 1985 فى عداد الآثار الإسلامية برقم"628"، إلا أنه سقط من حسابات مسئولي الآثار، وأدي إهماله الشديد لسنوات لسوء حالته، وأصبح مدخله فريسة للتعديات من سكان مجاورين له، وكاد المدخل أن يختفي ولا يلحظه أحد، حيث قال يوسف أسامة: أثناء تجولي في المنطقة لاحظته بالصدفة، وقد أثار انتباهي خاصة أنني عندما دخلته رأيت وراءه قمامة كثيرة.
وتابع: لا توجد من الخارج أي لوحات أو ما يشير لأن هذا حمام أثري، وهو من الداخل ذو مساحة كبيرة وجميل جدا، وعناصره المعمارية موجودة وكاملة خاصة المغطس والفرن وغرفة خلع الملابس وخزانات المياه وغيرها، والمشهد صادم حيث أن الحالة السيئة للحمام كادت تمحو ملامحه وجماليات زخارفه وعناصره المعمارية.
ومن جانبه قال أبو العلا خليل الباحث في الأثار الإسلامية، أن منشئ الحمام هو السلطان المملوكى قانصوة الغورى عام 906هـ/1500م، و"محمد الداده الشرايبى" المنسوب اليه الحمام رجل مغربى الأصل مصرى النشأة والوفاة، وتوفي السبت 16 رجب 1137هـ/1724م.
وتاريخيا فإن حمام الشريبى أثر مسجل بقرار وزارى رقم 290 لسنة 1985م، وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3160 سنة 1998م باعتبار الحمام من اعمال المنفعة العامة اثار وبذلك اصبح منزوع الملكية للمنفعة العامة، ويقع بشارع الشريبى حاليا برقم 16 سكة الشريبى سابقا خلف مدرسة الغورى بجوار وكالة الشريبى، وايضا من عطفة حارة الحمام بالحمزاوى.
وترجع اصول الحمام لأواخر العصر المملوكى الجركسى، حيث اقامه السلطان الغورى بجوار منزل ابنه الناصر محمد لخدمة صوفية مدرسة الغورى، وكان يعرف بحمام النملى وتسميته الحالية ترجع الى الناصر محمد داده الشريبى (ابو القاسم) وهو مغربى الاصل والذى قام باعادة بناء وتجديد الحمام واقام بناء الوكالة بجواره اثر رقم (460).
ويدخل الى الحمام من ممر طويل ومنحنى يوصل الى صالة كبيرة مكشوفة وارضيتها فسيفساء وزخرف حوائطها قوص قوطى مدبب ,وذلك فى صالة الاستقبال وتسمى بالمبلغ حيث يتوسطها فسقية من الرخام الملون ويعلوها شخشيخة (فانوس) محمولة على ثمانية اعمدة ويحاط بالفراغ اربعة مصاطب بها فتحات لحفظ الاغراض وبوابة ذات مقرنصات تطل على شارع الشريبى .
اما المسلح فهو فراغ واسع يعلوه فانوس خشبى محمول على ثمانية اعمدة رخامية ويحيط بالفراغ مصاطب ويزينه فسقية ايضا، ويلى المسلخ بيت الحرارة الاول ( الحجرة الدافئة) وهو عبارة عن فراغ يعلوه سقف مضئ به زجاج ملون معشق ويليه بيت حرارة اخر (الحجرة الساخنه ) وهى عبارة عن مسقط حلبى والفراغ الاوسط مغطى بقبو محمول على مثلثات كروية يحيط بالفراغ الاوسط اربع ايقونات مغطاه بقبوة فانوس.
ويتوسط الفراغ الاوسط فسقية ثم مغطى اول بقبو ذو مثلثات كروية بالركان ثم مغطى ثانى بقبة مركزية محمولة على اربعة اعمدة صغيرة بتنظيم حولها 8 قباب صغيره ثم بيت النار المستوقد ويوجد بالقرب من فراغ المغطس،حيث تسخن المياه فى قدور من الرصاص.
ويسحب الماء من البئر ويجمع فى حوض كبير ثم يمر فى الغلاية ثم الى الغلاية الثانية حيث يكتسب قليلا من الحرارة ثم ثالثا حيث تسخن اكثر ثم رابعا تصل الى درجة الحرارة المطلوبة ومنها الى قنوات الى المغاطس ويوضع فى ارضية الحمام ملح للحفاظ على درجة الحرارة ويلحق بالمستودع بئر للمياه لتزويد الحمام .