المشير خليفة حفتر :
لولا مصر وروسيا والصين لما تحرر النفط الليبي
أن العلاقة بين مصر وليبيا لا تتأثر بالزمن
عملية البرق الخاطف لتحرير الموانئ النفطية نجحت بدون إراقة للدماء
الإخوان المسلمين في صدارة التنظيمات الارهابية التي نقف لها بالمرصاد
الشعب هو الداعم الحقيقي للجيش في كل دول العالم وليس في بلادنا
العربية فقط
قدم المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي الشكر للقيادة المصرية
برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه له مؤكدًا أنه لولا مصر وروسيا والصين
لما تحرر النفط، ولولاهم لبقي الإرهاب جاثما علي صدورنا. وإذا كان لابد من التهنئة
فينبغي أن توجه لنا جميعا كعسكريين دون تمييز.
وأضاف خلال حوار خاص أجراه الزميل أحمد إبراهم عـامر بجريدة الأهرام
أن مصر وروسيا والصين لا يراودها أدني شك في حسن نوايانا، لأنها تدرك أن الجيش الليبي
الذي هزم الإرهاب في معارك شرسة استمرت أكثر من ثلاثين شهرًا، وقدم فيها قوافل
الشهداء من أجل الكرامة والحرية وسيادة الوطن، لا يمكن أن يستهويه النفط والمال والسلطة
والجاه.
وأوضح أن الدول التي وقفت ضدنا ربما تكون قد أساءت الفهم وظنت بنا ظن
السوء.
وأكد المشير حفتر أن العلاقة بين مصر وليبيا لا تتأثر بالزمن فالشعبان
علاقتهما في الماضي والحاضر والمستقبل هي علاقة أشقاء مضيفًا أن الرئيس السيسي يعي
تمامًا طبيعة الأزمة الليبية وحيثياتها وأبعادها، نتيجة الاهتمام البالغ لدي
إخوتنا في مصر بما يدور وراء حدودهم الغربية.
وكشف حفتر بأن عملية البرق الخاطف لتحرير الموانئ النفطية نجحت بدون
إراقة للدماء وذلك بسبب حسن الإعداد للعملية، والتخطيط المبني علي دقة بيانات
الاستطلاع التي سبقت التنفيذ، واعتماد أسلوب المباغتة في الهجوم. والعامل الآخر هو
طبيعة ضباط وجنود الوحدات العسكرية التي نفذت العملية، أفراد هذه الوحدات يتميزون بالحرفية
والانضباطية، ومؤمنون إيمانا راسخًا بأنهم علي حق، ويؤدّون واجبًا وطنيًا.
وأشار أنه سيتم الإعلان رسميًا عن تحرير بنغازي فور القضاء علي جيوب
الإرهاب في بعض البؤر بمنطقة القوارشة وقنفودة، حيث تتمركز حاليًا بقايا الجماعات
الإرهابية، وهي محاصرة بقواتنا من كل جانب في مساحة لا تتجاوز 5 كيلو مترات مربعة.
وأضاف أن الجيش الليبي خاضع لإرادة الشعب وعندما يرفض الشعب أي تنظيم
أو حزب من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع، ويعمل هذا التنظيم أو الحزب علي فرض
نفسه بالقوة علي إرادة الشعب، فان ذلك يعد تعديًا صارخًا علي الدستور، ولن يقف
الجيش متفرجا وقد أوكل له الشعب حماية الدستور. وهذا لا يسري فقط على الإخوان
المسلمين بل على كل الكيانات السياسية والأفراد بمختلف توجهاتها.
وعلى المستوي الشخصي فإنني اعتبر أن أي تنظيم له جناح مسلح هو تنظيم
إرهابي. والإخوان المسلمين هو في صدارة التنظيمات التي تعتمد علي ميليشيا مسلحة
لفرض نفسه بالقوة، ومن ثم فهو تنظيم إرهابي بجدارة، ولا يمكن أن يقبله الشعب
شريكًا في العملية السياسية وهو بهذه الصورة.
وأشار أن تبادل المعلومات الاستخباراتية حول نشاط المجموعات الإرهابية
وتمركزاتهم وقدراتهم القتالية، ومصادر تمويلهم وإمداداتهم، ومعرفة قياداتهم
وتحركاتهم، ومراقبة اتصالاتهم، وكذلك حول المتعاونين معهم، هو أهم العناصر التي
تتأسس عليها خطط الهجوم، ونحن لا نشن أي هجوم عليهم إلا بعد إتمام عمليات
الاستطلاع وتحديد الأهداف المباشرة وغير المباشرة بناء علي المعلومات التي تتجمع لدينا.
مضيفًا أن هناك دول اكتوت بنار الإرهاب فتجدها تحرص علي تزويدنا
بالمعلومات الاستخباراتية وتوظيف تقنياتها المتطورة في عمليات الرصد والتنصت،
وتأتي مصر وفرنسا في مقدمة هذه الدول، وكما تعلم فقد دفعت فرنسا ثلاثة من رجال
استخباراتها أثناء تعاونهم معنا في تحديد تمركزات للإرهابيين، إثر سقوط المروحية
التي كانوا علي متنها بسبب عطل فني.
وأنهى المشير حفتر حديثه مؤكدًا أن الشعب هو الداعم الحقيقي للجيش في
كل دول العالم وليس في بلادنا العربية فقط، والجيش لا يكتسب شرعيته الا من دعم الشعب
له. وهذا الدعم سببه أن الشعب يدرك أن أرضه وعِرضه وكرامته وأمنه وحريته وممتلكاته
وكل ما يتعلق بشئون حياته في خطر إذا غابت القوة التي تحمي هذه الأركان الأساسية
للحياة. الجيش هو أداة التصدي لأي عدوان وهو رمز السيادة الوطنية.
ولولا أن الجيش الليبي قد تعرض في مراحل سابقة الي مؤامرات تهدف الي القضاء عليه لما تدهور حال البلاد الي هذا الوضع، وهذا ما دفع الشعب الليبي الي التظاهر داعمًا لجيشه، ومنبهًا العالم بأن المساس به يعد تجاوزًا للخط الأحمر. وفي الحالة الليبية لم نشهد فقط دعمًا بالتظاهر في الميادين والساحات، بل تشكلت قوي مساندة من أفراد الشعب وحملت السلاح وقاتلت الي جانب الجيش.