دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، جميع الدول العربية والأوروبية إلى ضرورة منع انتشار التطرف والإرهاب، من خلال محاربة جذوره وتعقب مساره، والقيام بإجراءات أمنية مضاعفة لمحاربة فكرة الخلافة.
وقال "بلير" خلال محاضرة مساء الخميس، نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، تحت عنوان "فرص العولمة وتحدياتها" بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين، إنه "يسيطر على الساحة تياران مختلفان، أحدهما يسير في أقصى اليسار، بينما يسير الآخر في أقصى اليمين، وهما تياران يكتسحان العالم اليوم، وموجودان بقوة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وبرغم تناقض هذين التيارين، فإن رفضهما العولمة والتجارة الحرة يُعَدُّ عاملًا مشتركًا بينهما، كما يتفقان على رفض الهجرة والمهاجرين، وهي كلها مواقف تُعَدُّ ضد العولمة".
وذكر أن ثمَّة واقعًا جديدًا تعيشه المجتمعات الأوروبية جعل أنصار هذين التيارين ينتشران ويحظيان بتأييد واسع، خاصة في صفوف الطبقة الوسطى التي باتت تشعر بأن مواردها الاقتصادية مهدَّدة، وبالتالي لم تعد تشعر بالأمان على مستقبل أبنائها.
وقال إن طبيعة السياسات الغربية المنفتحة، ومرونتها في التعامل مع الحركات المعارضة لها، جعلتا تيار رافضي العولمة يتمرَّد على الحكومات وضد الوضع الراهن، وهو ما تسبَّب في تشتيت آراء السياسيين الغربيين، وأخرج من بين أيديهم زمام المبادرة أحيانًا؛ خاصة في ظل تنامي وسائل الإعلام الاجتماعي، التي بات من شبه المستحيل التحكُّم فيها، أو توجيه دفتها وفق رغبات الحكومات في الغرب، ونصح بلير بالتعامل الإيجابي مع العولمة، ومحاولة الاستفادة من إيجابياتها لتحقيق النمو الاقتصادي.
وفي سياق حديثه عن مخاطر التطرُّف وانتشار الإرهاب، قال توني بلير إنه يجب علينا جميعًا العمل لمنع انتشار التطرف، من خلال محاربة جذوره وتعقُّب مساره، والقيام بإجراءات أمنية مضاعَفة لمحاربة فكرة الخلافة، وذكر أنه يتوقع مستقبلًا عظيمًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، لكونها تؤمن بالانفتاح الفكري، وهو أمر يحتاج إليه العالم اليوم.
وعن رؤيته لمستقبل العلاقة مع إيران قال بلير إن السلطة في إيران يحتكرها نظام ديني، يقوم على أيديولوجيا متطرفة، وبالتالي فهو نظام ينشر الفوضى وعدم الاستقرار في محيطه الإقليمي؛ ولذا لا بدَّ من إيجاد موقف موحَّد لكبح جماحه، وإيقاف طموحه النووي.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قوة العلاقات التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، معبِّرًا عن إعجابه بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها.